توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وظيفة عمداء الكليات

  مصر اليوم -

وظيفة عمداء الكليات

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

من عجائب أمورنا أننا نضطر فى بعض الأحيان إلى مناقشة أمور تُعد بديهية، أو إثارة أسئلة لم يعد أحد تقريبا فى العالم يسألها الآن. ولكن الحالة التى وصل إليها التعليم فى بلادنا تجعله مطروحاً لمناقشات لا تنتهى، وتُثار فيها أسئلة لابد أن تدفع إلى الدهشة إذا أُثيرت حتى فى بلدان سبقناها إلى التعليم الحديث فى القرن التاسع عشر، وإلى إنشاء جامعة فى بداية القرن العشرين، ولكنها لحقت بنا ثم سبقتنا فى مجال كنا نحن رواده فى الشرق الأوسط. 

ومن الأسئلة التى لم يكن متصورا قبل عقود قليلة أنها يمكن أن تُطرح السؤال عن وظيفة عمداء الكليات الجامعية، وطبيعة العمل الذى يقومون به على وجه التحديد. 

يعرف الناس فى العالم كله تقريباً أن وظيفة عميد أي كلية جامعية هى العمل من أجل انتظام سير الدراسة، ورفع مستوى التعليم فى كليته، وضمان حصول خريجيها على المعرفة التى تؤهلهم للعمل فى مجالهم ويعنى ذلك أن يكون عمداء الكليات فى مختلف الجامعات المصرية مهمومين طوال الوقت بمستوى التعليم، ومهتمين بعقول الطلاب والطالبات، وليس بملابسهم. 

ورغم أن هذا أمر بديهى، نجد أن بعض العمداء ينشغلون بما ترتديه الطالبات أكثر مما يهتمون بمستوى التعليم الذى يحصلن عليه. ويؤدى ذلك إلى ممارسات لا تليق بجامعة، ولا بدولة مدنية، من نوع ما فعله عميد إحدى كليات جامعة الإسكندرية مؤخراً عندما أصدر بياناً تضمن تعليمات لأفراد الأمن بمنع دخول أي طالبة ترتدى ما سماه ملابس غير محتشمة وتُثير غرائز الشباب، بهدف منع السفور! وفضلاً عن أن هذا النوع من العبارات يُستخدم أساساً فى خطاب جماعات دينية متطرفة، فليس هناك تعريف مُحدد للملابس المحتشمة، ولا لما يثير الغرائز أو لا يثيرها، وخصوصا بعد أن أصبح المجتمع فى معظمه منغلقاً ومحافظاً، فخلت الجامعات حتى من ملابس كانت معتادة فيها حتى منتصف السبعينيات. 

ولذلك نضطر إلى التذكير مرة أخرى بأن وظيفة عميد الكلية تتعلق بعقول الطلاب والطالبات وليس بملابسهم, وأن مهماته الإدارية تتعلق بإيجاد الأجواء اللازمة لتحصيل العلم وتفتيح العقل ليفكر ويبدع, وتوفير المقومات الضرورية للعملية التعليمية من قاعات محاضرات ومعامل وعلاقات ناضجة بين الطلاب والأساتذة. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وظيفة عمداء الكليات وظيفة عمداء الكليات



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon