توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للإرهاب وجوه متعددة

  مصر اليوم -

للإرهاب وجوه متعددة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تختلف دوافع العمليات الإرهابية وترتبط بعوامل متنوعة يجملها الباحثون غالباً فى عاملين رئيسيين، هما المؤثرات فكرية والظروف مجتمعية0 وتتيح المقارنة بين هجوم باريس يوم الجمعة الماضى, وهجومى لندن وستوكهلم (23 مارس و15 أبريل), المزيد من المعرفة بالوجوه المتعددة للإرهاب0 يدخل هجوم باريس, مثل الهجمات الأخيرة فى فرنسا, ضمن الإرهاب المدفوع بمؤثرات فكرية تفعل فعلها فى ظرف محدد يختلف من حالة إلى أخرى0 

أما هجوما لندن وستكهولم فتدل ملابساتهما على أن ظروفاً مجتمعية خلقت منعطفات حادة فى حياة كل من الإرهابيين اللذين نفذاهما، وقادتهما إلى حالة تطرف لم تكن لها مقدمات واضحة. 

أولها انجليزى قلباً وقالباً كان اسمه أدريان إيلمس، ثم حمل اسم خالد مسعود، عندما اعتنق الإسلام. والثانى رحمت عقيلوف مهاجر من أوزبكستان يخلو سجله الأمنى من أى مؤشر يدل على تطرفه قبل أن يسعى للهجرة إلى أوروبا. وأفاد شهود فى التحقيقات التى أُجريت فى السويد بأنه غير ملم حتى بأبسط المعلومات عن الإسلام. 

وهما يتشابهان أيضاً فى وجود سجل إجرامى جنائى، وليس سياسياً، لكل منهما. وقد أمضى مسعود, الذى عُرف عنه سلوكه العنيف فى علاقاته الشخصية والاجتماعية، عامين فى السجن لهذا السبب. 

وثمة وجه ثالث للشبه بينهما يتعلق بالحالة النفسية. فالمعلومات المتوفرة الآن تفيد بأن كلاً منهما يعانى اختلالات نفسية تبدو أشد فى حالة عقيلوف. وربما تكون هذه الاختلالات تفاقمت بعد رفض طلب الهجرة الذى قدمه عقب وصوله إلى ستوكهلم، وتحايله على قرار ترحيله، والتحاقه بعمل مؤقت فى شركة نظافة أفاد زملاؤه فيها أنه كان يتعاطى المخدرات. 

ولا تخفى دلالة سلوكه عقب تنفيذه الهجوم الإرهابى . فقد تمكن من الهرب، وربما كان فى إمكانه أن يختفى. ولكنه دخل متجراً فى احدى محطات الوقود القريبة من موقع الهجوم، وأخذ يصيح قائلاً: إنه منفذ هذا الهجوم حتى ألقت الشرطة القبض عليه. 

ولا يستبعد المحققون، قياساً على حالات سابقة، أنه أراد أن يقضى بقية حياته فى سجن سويدى يتمتع فيه بمميزات لا تتوافر لمهاجر مطارد ومهدد بالترحيل ولا يطمح إلى أكثر من الطعام والشراب فى مكان مريح حتى إذا كان قفصاً مغلقاً. 

وهكذا تتطلب المواجهة الفاعلة للإرهاب إدراكاً لوجوهه المتعددة وقدرة على التمييز بينها. 

المصدر : صحيفة الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للإرهاب وجوه متعددة للإرهاب وجوه متعددة



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon