توقيت القاهرة المحلي 22:47:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عض الأصابع فى أمريكا

  مصر اليوم -

عض الأصابع فى أمريكا

سليمان جودة

لا تفتح أى صحيفة هذه الأيام، ولا تتطلع إلى أى شاشة إلا وتجد خبراً مكتوباً هنا وتقريراً مذاعاً هناك من الرئيس الأمريكى أوباما الذى لن يحصل على راتبه آخر هذا الشهر! ولو أنت قرأت التفاصيل فسوف تكتشف أن السبب هو أن مجلس النواب فى الكونجرس الأمريكى، الذى هو برلمان البلاد، يرفض إقرار الميزانية الجديدة لعام 2014، ويربط موافقته عليها بإلغاء برنامج الرعاية الصحية الذى كان أوباما قد طرحه منذ أصبح رئيساً، ولايزال يتمسك به، إيماناً منه بحق مواطنيه فى أن يتلقوا رعاية صحية جيدة. الكونجرس، كما نعرف، يتكون من مجلسين أحدهما مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون، أى معارضو أوباما، وهؤلاء هم الذين يضعون له «العقدة فى المنشار»، كما نقول نحن، منذ دخل البيت الأبيض، وثانيهما مجلس الشيوخ، ويسيطر عليه الديمقراطيون أى الحزب الذى ينتمى إليه أوباما. نحن إذن أمام ما يشبه لعبة عض الأصابع فى الولايات المتحدة بين الرئيس من ناحية، الذى يرفض التنازل عن مشروع الرعاية الصحية، باعتباره مشروعه الأهم كرئيس للدولة، وبين الكونجرس من ناحية أخرى، الذى يريد أن يقايض أوباما، حيث تكون هذه بتلك، أى الموافقة على الميزانية الجديدة فى مقابل إلغاء برنامج الرعاية الصحية إياه! وفى لعبة عض الأصابع هذه يظل كل طرف من طرفيها فى انتظار أن يصرخ الطرف المنافس ليقول: «آه» أولاً، وبالتالى يكتشف الطرفان أنهما فى سباق يقوم فى أساسه على شىء واحد هو مدى القدرة على التحمل من كليهما! وإلى أن يتراجع أحدهما ويتنازل ويصرخ متألماً فإن التداعيات التى يراها المتابعون لهذه اللعبة من بعيد تظل عجيبة ومدهشة، وربما تكون جديدة تماماً على بعضنا.. وإلا.. فما معنى أن يقال إن من بين هذه التداعيات أو الأعراض الجانبية أن رئيس أكبر دولة فى العالم لن يقبض راتبه عند آخر أكتوبر، وإن موظفين كثيرين سوف يجدون أنفسهم مضطرين إلى الذهاب فى إجازة دون أجر، وإن مؤسسات وهيئات أمريكية سوف تغلق أبوابها إلى أن تجد الأزمة حلاً، وهو ما حدث بالفعل، أمس، عندما رفع المتحف الوطنى فى «واشنطن» لافتة على بابه تقول إنه مغلق أمام زواره ضمن ما أطلقوا عليه هناك «خطة التعطيل»، إلى أن تكون للأزمة نهاية! زمان ومنذ ما يقرب من قرنين ونصف القرن، كان الذين وضعوا الدستور الأمريكى قد حرصوا على أن يكون هناك توازن دقيق جداً بين السلطات الثلاث فى الدولة، بحيث لا تجور سلطة على الأخرى، ولا تستأثر واحدة منها بالسلطة دون غيرها، وبحيث يضمن توازن من هذا النوع تسييراً منضبطاً للدولة، وتحقيقاً مثالياً لمصالح المواطنين، وهو ما لا نكاد نجده فى الأزمة المثارة الآن! وليس لهذا كله من تفسير معقول إلا ما كان تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا فى أثناء الحرب العالمية الثانية، قد قاله، وهو أن الديمقراطية ليست أفضل شىء توصلت إليه أنظمة الحكم المعاصرة كما قد نتصور، وإنما هى أقل ما توصلت إليه هذه الأنظمة سوءاً! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عض الأصابع فى أمريكا عض الأصابع فى أمريكا



GMT 20:12 2024 السبت ,04 أيار / مايو

دراسة عن الشرق الأوسط.. كوابح ومحفزات

GMT 20:10 2024 السبت ,04 أيار / مايو

الدكتور موافى حزين!

GMT 20:07 2024 السبت ,04 أيار / مايو

الأول من رمضان

GMT 20:06 2024 السبت ,04 أيار / مايو

مأزق البرهان

GMT 20:04 2024 السبت ,04 أيار / مايو

إشكالية الزمن!

GMT 20:02 2024 السبت ,04 أيار / مايو

مصر والكويت

GMT 19:38 2024 السبت ,04 أيار / مايو

أكبر جائزة فى الأوليمبياد

GMT 04:47 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

معرض الدوحة الدولي للكتاب ينطلق في 9 مايو

GMT 07:50 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

حادث تحطم عنيف لأغلى سيارات فيراري على الطريق

GMT 16:48 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق طنطا يودع الكأس بالخسارة من الحدود بثنائية

GMT 23:43 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

"الجِفْتُون" و"الزَّبرجد" أهم جُزر "البحر الأحمر" السياحية

GMT 07:31 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

10 مطاعم مميزة في الطائف للعوائل تعرف عليها

GMT 10:50 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

شيرين رضا تنتقد قطع الأشجار

GMT 04:56 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"أوبرا عايدة" تبهر الجمهور في الأقصر بعد 22 عامًا من الغياب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon