توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رغيف من نوع آخر!

  مصر اليوم -

رغيف من نوع آخر

بقلم - سليمان جودة

طلبنى مواطن من كفرالشيخ يقول إنه كان، إلى وقت قريب، يقرأ صحيفتين فى كل صباح، إحداهما «المصرى اليوم»، والأخرى صحيفة قومية كبيرة، وأن ارتفاع سعر الدولار وهبوط الجنيه فى المقابل، قد نزل بقيمة راتبه الذى يتقاضاه من الحكومة، فأصبح يقرأ جريدتنا هذه وحدها، واستغنى عن الصحيفة القومية!

والمعنى أننا أمام مواطن لا يستطيع توفير أربعة جنيهات فى اليوم، ليحصل على صحيفتين يفضلهما، فكان لابد من النزول بميزانيته لهذا البند إلى النصف!

وقد كانت له مطالب فى أشياء يريد أن يراها فى صحيفته هذه المفضلة، ليستغنى بها عما سواها من الصحف فى الأسواق.. وقد حملتُها عنه إلى رئيس التحرير!

والأكيد أن هذا المواطن مجرد عينة، بلغة أهل الإحصاء، وأن آخرين كثيرين مثله كانوا يجدون فيما يقرأونه من الصحف يومياً سلوى عن الكتاب الذى أصبح، بحكم أسعار لم يسبق أن وصل إليها، فوق طاقة الغالبية التى ترغب فى القراءة، ولا تملك المال الذى تستطيع به تحقيق ما ترغب فيه!

والذين زاروا معرض الكتاب الأخير، رأوا إلى أين صارت أسعاره، وقد كانوا يمرون، ويُقلبون فى غلاف كل كتاب، ويتفرجون.. وينصرفون!

وإذا كان هذا المواطن قادراً فى محافظة بعيدة على شراء صحيفة، وعاجزاً عن دفع ثمن الأخرى، فأمامه مواطنون آخرون كانوا بالقطع يطالعون صحيفة واحدة، لأن هذه هى حدود مقدرتهم المادية، فأرغمهم الدولار اللعين على التنازل عنها!

ولم يعودوا يقرأون.. لا صحيفة واحدة.. ولا أكثر طبعاً!

والصحيفة اليومية تظل مثل الرغيف بالنسبة لأى مواطن، تريده الدولة على قدر معقول من الوعى بما يجرى فى وطنه، وفى خارج بلده على السواء!

وحرمان المواطن من الصحيفة هو حرمان له من غذاء عقلى يحتاجه، ولا يمكن أن تدعم الحكومة رغيف البطن، ثم تفرط بهذه السهولة فى رغيف العقل!

فإذا نظرنا إلى الموضوع نظرة أوسع، تبين لنا أن دعم الصحافة من جانب الدولة هو دعم لصناعة متكاملة كانت مصر الأسبق فيها على مستوى المنطقة، وكانت ولاتزال صناعة قادرة على حَمل كل قيمة مصرية إيجابية لتنشرها فيما حولنا، ثم كانت ولاتزال أيضاً سفيراً غير معتمد للوطن فى كل اتجاه!

وليس مطلوباً من الدولة شىء، سوى إعفاء مُستلزمات الطباعة كلها من الجمارك، لأن من حق كل شخص من نوعية مواطن كفرالشيخ على حكومته، أن يجد غذاء العقل مُتاحاً أمامه قبل غذاء البطن.. وبالأدق يجدهما معاً إلى جوار بعضهما البعض!

ولكن هذا لا ينفى أن صحافتنا فى أشد الحاجة إلى أن تدعم نفسها أمام قارئها بأن تقدم له خدمة صحفية جيدة يستحقها، ويدفع ثمنها، وينتظرها، فإذا فتش عنها لم يعثر عليها فى كثير من الأحيان!

نقلا عن المصري اليوم القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رغيف من نوع آخر رغيف من نوع آخر



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon