توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحظر ليس على شرم!

  مصر اليوم -

الحظر ليس على شرم

بقلم : سليمان جودة

الحظر الذى تفرضه بريطانيا وروسيا على مدينة شرم، منذ وقع حادث طائرة سيناء، فى أكتوبر قبل الماضى، يتجاوز الحظر السياحى، على مدينة هى سياحية بطبيعتها، إلى شىء آخر تماماً، سأحدده بالضبط عند آخر هذه السطور!

بل يبدو الحظر الذى يقترب من عامين، وكأن لندن وموسكو تشجعان الإرهاب، ولا تقطعان الطريق عليه!

وإلا.. فماذا تنتظر العاصمتان الكبيرتان، من شاب فقد عمله فى واحد من فنادق شرم، وانضم إلى طابور العاطلين، بعد أن كان يجد ما ينفقه على نفسه وعلى أسرته.. ماذا تنتظر منه العاصمتان، وهو يرى بعينيه أن السياحة تتدفق على بريطانيا رغم أنها تعرضت لخمس عمليات إرهابية، خلال ثلاثة أشهر فقط.. لا أكثر!.. لقد شهدت لندن فى ٢٢ مارس الماضى، عملية دهس وطعن وإطلاق نار على رصيف البرلمان، فى اللحظة التى كانت تريزا ماى، رئيسة الوزراء، موجودة داخل مبناه!

ومن بعدها تتابعت ثلاث عمليات كبيرة على عاصمة الضباب، كانت آخرها فى منتصف يونيو، عندما دهس إنجليزى مهووس المصلين فى طريقه، وهُم خارجون من المسجد، بعد صلاة التراويح!

وقبل أيام كانت العملية الخامسة فى شمال البلاد!

ومع ذلك فإن حركة السياحة إلى لندن، أو إلى أى مدينة بريطانية، مستمرة.. ولم يحدث أن دعا أحد إلى حظر السياحة إلى هناك!

وما يقال عن لندن، يمكن أن يقال عن موسكو، وعن روسيا كلها!

فلماذا شرم وحدها؟!.. ولماذا تبدو المدينة وكأنها تتلقى العقاب على شىء آخر، لا علاقة له بحادث الطائرة؟!.. وهل المقصود هو شرم، كمدينة فى حدودها، أم أن المقصود مصر كبلد؟!

إن عائد المدينة من السياحة، قبل الحادث، هو الأكبر بين عوائد المقاصد السياحية عندنا، وهو عائد مُستحق لأن السائح يجد فيها حين يقصدها، ما لا يجده فى مدينة سواها فى المنطقة حولنا!

ولابد أن منع مثل هذا العائد من الوصول هو فى الحقيقة تجفيف رافد أساسى من روافد اقتصاد البلد بشكل عام، لأن هذا الاقتصاد عاش لسنين طويلة على مصادر أربعة للعملة الصعبة فيه، كانت السياحة كصناعة تمثل مصدراً منها!

الأمر متعلق، إذنْ، بخنق اقتصاد، أكثر منه تعلقاً بوقف حركة السياحة عن مدينة لسبب طارئ، لم يكن للمدينة ذنب فيه!

استمرار الحظر لما يقرب من العامين، والتسويف الواضح فى رفعه، وهو ما لم يحدث مع مدينة كشرم من قبل، دليل لا تخطئه العين البصيرة، على أننا أمام حظر اقتصادى، لا مجرد حظر سياحى بمفهومه الذى نعرفه!

وهذه هى اللهجة الواضحة التى على القاهرة أن تتكلم بها، إذا ما توجهت بالكلام إلى لندن أو إلى موسكو فى هذا الملف.. علينا أن نقول لهما: إنكما تفعلان هذا مع دولة حليفة، وصديقة، وليس مع مجرد مدينة.. فماذا تفعلان مع الدول الخصوم والأعداء؟!

المصدر :صحيفة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحظر ليس على شرم الحظر ليس على شرم



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

بدرية طلبة على سرير المرض قبل مشاركتها في موسم الرياض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon