توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المزيد من الدهس وحرب السكاكين

  مصر اليوم -

المزيد من الدهس وحرب السكاكين

بقلم : مكرم محمد أحمد

لاشك فى أن السلطة الوطنية الفلسطينية تملك كل الأسباب وجميع الحيثيات التى تبرر قرارها الصعب الأخير برفض العودة إلى المفاوضات الثنائية المباشرة تحت رعاية أمريكية، لأنها لاترى - بعد ما يقرب من 20 اجتماعا مع وفد التفاوض الأمريكى الذى يرأسه جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب ويضم مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات - أى فائدة ترجى من هذه الاجتماعات، لأن الوسيط الأمريكى ينحاز بشدة إلى الجانب الإسرائيلى، يرفض إدانة الاستيطان الاسرائيلى الذى يتسارع بصورة تؤكد إصرار الاسرائيليين على ابتلاع معظم أراضى الضفة الغربية، فضلا عن إهدار حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة تعيش إلى جوار إسرائيل فى أمن وسلام، بما يؤكد أن الهدف النهائى من جهود الوسيط الأمريكى تقنين الأمر الواقع، وحث الاسرائيليين على مجرد تحسين أحوال الضفة الغربية الاقتصادية قدر المستطاع!، أما الدولة الفلسطينية المستقلة التى تؤكد هوية الشعب الفلسطينى وتشكل جماع مطالبه السياسية وحلمه الكبير فى وطن فلسطينى يعيد لهم الكرامة بدلا من أن يكونوا مجرد لاجئين فلا يزال بعد أكثر من 26 عاما من التفاوض المباشر الذى ترعاه الولايات المتحدة مجرد وهم وسراب، لايريد الوسيط الأمريكى تحقيقه على أرض الواقع، رغم توافق العالم أجمع على أن قيام دولة فلسطينية هو الحل الصحيح الوحيد الذى ينهى كل أوجه الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ويعيد إلى الشرق الأوسط أمنه واستقراره! ويضمن حسن التعايش بين الشعبين الاسرائيلى والفلسطينى ويزيد من قدرة المجتمع الدولى على اجتثاث جذور الارهاب! 

نعم يملك الفلسطينيون كل الأسباب وجميع الحيثيات التى تجعلهم هذه المرة أكثر إصرارا على رفض انحياز الدور الأمريكى بعد أن سقطت عنه كل مواصفات وواجبات الوسيط النزيه بعد 26 عاما من التفاوض المباشر ، الذى لم يحرك القضية الفلسطينية بوصة واحدة إلى الأمام، ولكن ماذا يكون رد فعل ادارة الرئيس ترامب ووفد التفاوض الأمريكى على ابواب الشرق الأوسط فى مهمة جديدة يزور فيها فلسطين وإسرائيل ومصر والأردن والسعودية. لعل الجميع يقبل تسوية صورية لا تنطوى على حق الفلسطينيين فى دولتهم المستقلة ولا توقف استمرار عملية الاستيطان ولا تضمن حلا شاملا ينهى كل أوجه الصراع العربى الاسرائيلى!.. أغلب الظن أن يعود الوفد الأمريكى بخفى حنين لأنه ما من طرف عربى يمكن أن يقبل تسوية اقليمية لاتقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام»، لأن «السلام مقابل السلام» مجرد حلم كاذب ووهم آخر يصعب أن يصبح واقعا مهما يطل أمد الصراع، ومهما تبلغ هيمنة القوة على الشعب الفلسطينى الذى اخترع ألوانا جديدة من المقاومة مثل الدهس وحرب السكاكين فى الشوارع، لأن جهود الوسيط الأمريكى أوصلته بعد 26 عاما إلى حالة من الإحباط جعلت أول أهدافه الانتقام لكرامته المهدرة. ويصبح السؤال، ما الذى يمكن أن يفعله الرئيس ترامب مع السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطينى بعد أن رفضت رام الله وساطته، أغلب الظن أنه سوف يلقى باللائمة على الشعب الفلسطينى ويمارس مع الرئيس الفلسطينى، ما فعلوه سابقا مع عرفات لتكون النتيجة المزيد من عمليات الدهس والمزيد من .حرب السكاكين فى الشوارع. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المزيد من الدهس وحرب السكاكين المزيد من الدهس وحرب السكاكين



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon