توقيت القاهرة المحلي 22:33:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا التخلي عن الأردن؟

  مصر اليوم -

لماذا التخلي عن الأردن

طارق الحميد

هل نقدر الخطر المحدق بمملكة الأردن، وحجم المؤامرة التي تحاك ضد هذه المملكة الصغيرة، ومن أطراف عدة، سواء الإخوان المسلمون، أو إسرائيل، أو إيران، أو من المتطرفين، وحتى من بعض عربنا المقامرين، وهؤلاء تجاوزت قصتهم كل القصص؟ سؤال يحيرني منذ سنوات: لماذا يُترك الأردن ليواجه مصيره وحيدا أمام ذئاب المنطقة، خصوصا أن الأردن دولة بلا مصادر، لكنها، وخصوصا في عهد الملك عبد الله الثاني، تعد صمام أمان، وعامل استقرار مهما لكل المنطقة ومعتدليها، فمنذ تسلم الملك عبد الله حكم الأردن وحسابات بلاده تصب في خدمة العروبة، والانفتاح، وترسيخ العقلانية، وهو ملك صارم، ومتيقظ، ودائما ما يسعى لتنمية بلاده وحمايتها، وحفظ كرامة مواطنيه، ومحاربة التطرف، لكن خصوم هذه المملكة كثر، وأشرار لأبعد مدى، سواء في الداخل أو الخارج، ولذا فإن تجاهل ما يدور بالأردن يعد أمرا محيرا، فأيا كان حجم دعم الأردن فإنه سيكون أقل من تكلفة سقوطه، الذي يعني أم الكوارث في المنطقة كلها. سألت أحد المتخصصين: هل أخطأ ملك الأردن عندما سمح لحكومته برفع الدعم عن بعض السلع في هذا التوقيت؟ إجابته كانت أن الجميع، وتحديدا دول الربيع العربي، سيفعل ما فعلته الحكومة الأردنية، عاجلا أو آجلا، ولو جاءت المعارضة وأخذت الحق المطلق بحكم الأردن ستفعل ذلك أيضا، فهذا أمر حتمي، حتى على الدول النفطية لو انخفضت أسعار النفط في يوم ما، وإشكالية الأردن أنه بلا مصادر، أو دعم خارجي. وعليه، فإن السؤال الذي لا إجابة له هو: لماذا يُترك الأردن وحيدا، خصوصا ونحن نجد مصر الإخوانية تعاقب هذه المملكة المهمة بقطع الغاز عنها، وفي وقت يحاول فيه إخوان الأردن افتعال أي أزمة داخلية، وباتوا ينادون صراحة بإسقاط النظام، وبشعارات طالت العاهل الأردني نفسه، وفي الوقت الذي يفعل فيه نظام الأسد كل ما في وسعه لإغراق الأردن بالأزمات، ومعه إيران وحزب الله، وحتى إسرائيل التي تريد أن تجد في الأردن الوطن البديل للفلسطينيين؟ أمر محير، وبلا إجابة، خصوصا أن قوى الشر في منطقتنا لا تتوانى عن الصرف، بالمال والعتاد والرجال، على كل ما يزعزع منطقتنا، والمساس بأمن الأردن، واستقراره بحد ذاته يعتبر خطرا لا يقل أبدا عن الخطر الذي أوشك أن يصيب البحرين والكويت بأي شكل من الأشكال، خصوصا أن الملك الأردني قام بإصلاحات حقيقية، لكن الواضح أن قوى الشر تريد إسقاط الأردن وبأي شكل من الأشكال ليكون مقابل إسقاط الأسد. ملخص القول: إن أمن الأردن من أمن الخليج العربي، والمنطقة كلها، خصوصا في ظل وجود هذا الملك المتيقظ، والصارم، ولذا فيجب ألا يبقى الأردن وحيدا في مواجهة هؤلاء الأشرار، وعليه فمتى يتحرك عقلاء الخليج العربي، وتحديدا السعودية والإمارات والكويت، وقبل فوات الأوان للوقوف مع الأردن؟ هذا ما نتمناه، لأن ما يحدث بالأردن لا يمكن أن يترك هكذا، كما أن من الخطورة انتظار موقف أميركي، خصوصا بعد كل ما رأيناه من هذه الإدارة الأميركية في الربيع العربي. حماية الأردن حماية للعقلانية والاعتدال، ولأمن المنطقة واستقرارها ككل. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا التخلي عن الأردن لماذا التخلي عن الأردن



GMT 22:18 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

فى 8 مايو 1250

GMT 22:17 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

المفاوضات؟!

GMT 22:16 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الفن الهابط

GMT 19:07 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

الاستقطاب السياسي بالشرق الأوسط

GMT 19:06 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

حرب غزّة والمأزق الأميركي

GMT 19:03 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

إدارة «المستبد العادل»

GMT 19:02 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أوان الورد

GMT 19:01 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

اتفاق التهدئة على المحك

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 400 شخص إثر زلزال ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق

GMT 07:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ سعيدة بنجاح مسلسل "ولاد تسعة"

GMT 22:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر بورصة لندن يغلق على ارتفاع طفيف الثلاثاء

GMT 07:43 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

فوائد الشليم

GMT 14:22 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب المصري يعتذر لسفير مصر في غانا محمد حيدر

GMT 11:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

كارمن سليمان تنشر فيديو عفوي تضع فيه المكياج

GMT 06:58 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يراوغ في مصر وأرقام الإصابات خير دليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon