توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى الذكرى ال ١٠٣ لمذابح الأرمن

  مصر اليوم -

فى الذكرى ال ١٠٣ لمذابح الأرمن

بقلم - شادية يوسف

يحتفل الأرمن فى ابريل الجارى بمرور الذكرى السنوية ال ١٠٣ على مذبحة الأرمن، والمعروفة تاريخيا بمذابح الأرمن، التي راح ضحيتها ما يقارب المليون ونصف المليون شخص على يد الدولة العثمانية.هذا العام يختلف الاحتفال كثيراً عن كل عام ففى هذه الشهور نالت مذابح الأرمن الكثير من التأييد من الدول التى قامت بالاعتراف بالمذابح التركية بل هناك والصدمة الأكبر للاتراك هو اعتراف المؤرخ البروفسور التركي تانر أكتشام فى كتابه الأخير " أوامر القتل" : برقيات طلعت باشا والابادة الجماعية للأرمن " الصادر باللغة الانجليزية والذى وثق فيه " مذابح الأتراك ضد الأرمن في هذا العمل، الذي لم يسبق له مثيل، بحثاً دقيقاً وجذرياً عن هذا الفعل المتعمد الذي نفذته السلطات العثمانية آنذاك.

 والكتاب يستند في عمله هذا بشكل رئيسي إلى المصادر و الوثائق العثمانية، من سجلات عسكرية وجلسات محاكم ومحاضر برلمانية ومراسلات وتقارير شهود عيان؛ وعلى الخصوص المحاكم العسكرية الاستثنائية التي تشكّلت في إسطنبول في الفترة 1919 – 1922. مما ادخل الارتياح والسعادة للأرمن.

فمذابح الأرمن تعرف باسم "المحرقة الأرمنية" و"المذبحة الأرمنية" أو الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية أدت إلى وفاة المبعدين.

فبحسب تقييمات بعض المؤرخين فإن "الإبادة المنتظمة للأرمن بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، إذ يدور الحديث عن القتل الجماعي الذي وضع أساسه في أعوام ١٨٩٤-١٨٩٦ و المعروفة بالمذابح الحميدية بغية تقليص عدد الأرمن في تركيا والقضاء عليهم قضاء تاما في المستقبل".

وردا على استمرار إنكار الإبادة الجماعية للأرمن من قبل الدولة التركية، قام العديد من الناشطين في مجتمعات الشتات بحملات من أجل الاعتراف الرسمي بتلك الإبادة الجماعية من مختلف الحكومات في جميع أنحاء العالم.

واعترفت اكثر من ٢٢ دولة و ٤٨ ولاية أميركية رسميا بوقوع المجازر كحدث تاريخي، وفي 4 مارس 2010، صوتت لجنة من الكونغرس الأميركي بفارق ضئيل بأن الحادث كان في الواقع "إبادة جماعية"، إلا أنه في غضون دقائق أصدرت الحكومة التركية بيانا تنتقد "هذا القرار الذي يتهم الأمة التركية بجريمة لم ترتكبها".

وتعترف بعض المنظمات الدولية رسميا بـ"الإبادة الأرمنية" مثل الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا ومجلس الكنائس العالمي ومنظمة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان التركية.

من جانبها، تصر تركيا على أن سبب وفاة الأرمن هي ظروف الحرب والتهجير، وتم تمرير الفقرة 301 في القانون التركي في عام 2005 يجرم فيه الاعتراف بالمذابح في تركيا.

يذكر أن هناك أكثر من 135 نصب تذكاري، موزعة على 25 بلدا، تخليدا لذكرى "الإبادة الجماعية" للأرمن.
والغريب في الذكرى السنوية لمذابح الأرمن العام الماضي ، هو تصريحات رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي حيث قدم عزاء غير مسبوق للأرمن عشية ذكرى مذبحة للأرمن جرت منذ نحو قرن. وأشار إردوغان إلى احداث الحرب العالمية الأولى على أنها "ألمنا المشترك" واقر بأن ترحيل الأرمن عام 1915 كان له "تبعات غير إنسانية".

واصدر إردوغان تصريحا بالتركية والارمنية وسبع لغات أخرى، أعرب فيها عن أمله أن يخلد من قتلوا في سلام وقدم تعازيه لأحفادهم.

ويعتبر الكثير من المؤرخين المذبحة أول إبادة جماعية في القرن العشرين. فيما ترفض تركيا مصطلح "ابادة جماعية"، ويحاول أردوغان في بيانه الذي صدر عن المذبحة التأكيد على التنصل من هذه الجريمة فتارة يؤكد أن الرقم المثبت تاريخيا عن ضحايا الأرمن جراء المذبحة مبالغ فيه، وتارة يشير إلى أن القتلى كانوا على الجانبين بينما انهارت الامبراطورية العثمانية.

واقر اردوغان في رسالته للأرمن بأن ترحيل الأرمن كانت له تبعات وخيمة ولكنه لم يستخدم كلمة "إبادة جماعية". وقال إن الملايين "من جميع الاديان والأعراق" قتلوا في الحرب. وقال إن الأحداث لا يجب ان تمنع "الأتراك والأرمن من التعاطف ومن أن يكون لديهما رأي إنساني تجاه الطرف الآخر". لكن أردوغان محاولا تزييف الحقائق التاريخية جدد عرضا تركيا لدراسة مشتركة للأحداث يقوم بها باحثون من الجانبين.

كما تحدى البرلمان الألمانى (الحليف الأكبر للدولة العثمانية اثناء الحرب العالمية الأولي) العلاقات بين إسطنبول و أنقرة و قاموا بتصديق على قانون رمزي باعتبار مقتل "مليون ونصف المليون من الأرمن" على يد القوات العثمانية عام 1915، قبل مئة عام "إبادة جماعية". ورفضت تركيا مرارا ذلك الوصف وحذرت بأن التصويت سيضر بالعلاقات بين البلدين.

وتعرض نواب البرلمان الألماني لضغوط من الجانب التركي بما في ذلك تلقي بعض النواب لرسائل الكترونية مسيئة، بحسب ما أفادت قناة (ايه ار دي) الألمانية.

اقرت مؤخرا البرلمان الهولندي بالإجماع علي الاعتراف بإبادة الأرمن في الإمبراطورية العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، قرار من شأنه أن يزيد العلاقات الهولندية-التركية توتراً، كما قرر البرلمان الهولندي وجوب حضور وزير الخارجية الهولندي فعاليات إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية هذا الشهر .

نقلا عن الاخرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى الذكرى ال ١٠٣ لمذابح الأرمن فى الذكرى ال ١٠٣ لمذابح الأرمن



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon