توقيت القاهرة المحلي 11:05:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للفساد.. ثقافته أيضاً

  مصر اليوم -

للفساد ثقافته أيضاً

بقلم - السعد المنهالي

مجرد «وشاية».. فقط كل الموضوع بدأ بوشاية باسم شاهد، فانقلبت الدنيا ولا تزال آلام سكان بلدة «أليندي» المكسيكية لم تقعد حتى الآن. وشاية قام بها أحد أفراد جهاز كان من المفترض أن يكون مُستأمناً، ما أدى إلى تعرض هذا الشاهد وعائلته وكل بلدته إلى انتقام دموي عُد مجزرة بمعنى الكلمة، عبر تصفيات جسدية وتدمير مساكن وأبنية عن بكرة أبيها، مخلفة خسائر بشرية بلغت 300 شخص بين قتيل ومفقود. تعد عصابة «زيتاس» من أسوأ عصابات المافيا في المكسيك، رغم أنها ليست الأكبر، فإن أسلوبها في قتل وحرق وتقطيع معارضيها وأعدائها، جعل منها العصابة الأشد عنفاً ووحشية، ولهذا فقد ظلت عصية على الاختراق حتى من قبل جهاز مكافحة المخدرات الأميركية.

ورغم كل ذلك، تمكنت الأخيرة من الحصول على معلومة حول الرقم التعريفي لهاتف أحد زعماء العصابة، ما مكنهم من تتبع مكالماته، غير أن اسم هذا الشخص المتعاون، لم يكن محل السرية المفترضة والواجب الالتزام بها في الجهات الرقابية والمحاسبة، فتم تسريبه لوحدة شرطة مكسيكية كان الفساد يضرب بها! وما إن وصل الخبر للعصابة، حتى حدث ما حدث. مجرد وشاية من فرد يعمل في جهاز مفترض فيه أنه يحمي المتعاونين معه في الكشف عن التجاوزات القانونية، كان بمثابة القنبلة التي أودت بحياة بلدة، بل وبمستقبل أجيالها.

الاختراقات القانونية آفة لا يخلو منها أي مكان وأي وسط بل وأي دولة، لكونها سلوكاً بشرياً وارداً، فما الشر المتمكن من بعض الناس واستعدادهم لفعل أي شي في سبيل تحقيق مصالحهم والحصول على ملذاتهم إلا واقع طبيعي حولنا، وما سن القوانين وفرض أشكال التعزير والعقاب، إلا محاولة لردعهم، غير أن بعض هؤلاء الأشرار وبسبب نفوذهم تصبح شرورهم أطول ديمومة وأشد بأساً، كونهم محميين بشكل أو بآخر، ولذا أقرت دول كثيرة في العالم قانون «حماية الشهود» الذي يمنع تسريب أي معلومة عن الشهود، ويعمل على ضمان سلامة من شارك في كشف جرائم وثبت أنه مهدد في سلامته الجسدية، بل وتحت أي شكل من أشكال الترهيب، وذلك كإجراء ضروري لتعزيز ثقافة الشفافية والاستقامة مقابل ثقافة الفساد.

***

في فبراير عام 2006 صدقت دولة الإمارات العربية المتحدة على اتفاقية مكافحة الفساد التي نصت في أحد بنودها: أن تتخذ كل دولة التدابير المناسبة لتوفير حماية فعالة للشهود والخبراء الذين يدلون بشهادة تتعلق بأفعال غير قانونية، بل وحتى حماية أقاربهم وسائر الأشخاص وثيقي الصلة بهم عند الاقتضاء من أي انتقام أو ترهيب محتمل.

عن الاتحاد الاماراتيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للفساد ثقافته أيضاً للفساد ثقافته أيضاً



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon