توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متعــة التعليــم

  مصر اليوم -

متعــة التعليــم

بقلم : نوال مصطفي

 والله كلام جميل، لكن الفعل والتنفيذ علي أرض الواقع هو ما سيجعله أجمل. أتحدث عن التصريحات التي أدلي بها وزير التعليم في مؤتمر صحفي منذ أيام، ليعلن عن ثورة في نظام التعليم المصري وليس مجرد استراتيجية جديدة.

الكلام من فرط تفاؤله، وبشارته تشعر أنه صعب أن يكون حقيقة "too good to be true". فما قرأته وسمعته من الدكتور طارق شوقي يعطي إحساسا بأن ما حلمنا به، وكتبنا مرارا وتكرارا عنه أنا وغيري من الكتاب حول إصلاح نظام التعليم في مصر في طريقه إلي التنفيذ. الموضوع قطعا ليس سهلا، والطريق ليس محفوفا بالورود أمام الوزير أو الرئيس والدولة التي تتبني هذا المشروع الطموح الذي يهدف إلي بناء الإنسان المصري من خلال نظام تعليمي متكامل يبني الشخصية، ويصقل القدرات العقلية والإبداعية لدي الإنسان المصري.

البنك الدولي قدر المطلوب لتنفيذ الاستراتيجية باثنين مليار دولار، وقدم قرضا لمصر بقيمة نصف مليار، علي أن تتولي الحكومة المصرية تدبير باقي المبلغ، ويحاول الرئيس السيسي جاهداً أن يصل بالقرض إلي مليار دولار من أجل القفز فوق الزمن والوقت لإنجاز المهمة، ما سمعته وقرأته من الدكتور طارق يؤكد أن العمارة القديمة المتهالكة ـ ويقصد نظام التعليم المصري القائم منذ خمسين سنة ـ لابد من هدمه بالكامل، لنبني نظاما جديدا يسهم في بناء الإنسان المصري، وهذا ما يدعمه الرئيس السيسي، وما يقف وراءه بكل قوة. فهذا النظام ليس ملكاً لوزير أو وزارة أو حتي رئيس جمهورية، بل هو ملك لمصر والأجيال القادمة التي ستقود البلاد ومن حقها أن تري مصر أفضل.

قال الوزير: سيتم توزيع مليون تابلت علي طلاب الصف الأول الثانوي بتكلفة تتراوح ما بين ٢٫٥ إلي 3 مليارات جنيه، سنوقع مع جميع مصادر المحتوي الذي سيتم وضعه في المناهج التعليمية.. أفلام ثلاثية الأبعاد.. أفلام الديناصورات.. 700 ألف فيديو باللغة العربية لمنهج التعليم الجديد.. ورهاني أن الطلبة سيعتادون علي النظام الجديد في غضون ثلاثة أشهر ولن يقبلوا بالعودة للنظام القديم إذا خيروا في ذلك. أيضا سيكون للمعلم نصيب الأسد في المخصصات المالية في الاستراتيجية التعليمية الجديدة " ثلاثة أرباع ميزانية المشروع سوف تنفق علي المدرس ".

سيكون التعليم متعة كما يحدث في الدول المتقدمة، وسيتلهف التلميذ للذهاب إلي المدرسة حيث سيشاهد المناهج والمعلومات في سياق فني ممتع، ولن يكون الموضوع تلقيناً مملاً، وحفظاً مرهقاً لا يجدي ولا يثمر في تنمية مهارة، أو صقل موهبة. سيري التلميذ المعلومة عبر أفلام فيديو، ووسائط تكنولوجية حديثة.

من الطبيعي أن تبدأ حملة التشكيك في خطة منظومة التعليم الجديدة، تصريحات الوزير تؤكد ذلك: "نحن حالياً نهاجم بضراوة لأننا اقتحمنا منطقة بها مصالح لهم.. عشنا 15 شهرًا من التشكيك والسب.. فيه ناس بتهاجم وهي مدفوعة ودي ناس كتير جداً. كذلك يوجد أشخاص كثر يفبركون صفحات عبر فيس بوك وينتحلون صفة وزير التربية والتعليم من أجل ترويج الشائعات، وأناشد الجميع عدم الانسياق وراء الشائعات والحصول علي المعلومة من البيانات الرسمية للوزارة".

تشمل الاستراتيجية الجديدة التعليم الفني، فنحن نسعي لتغيير التعليم الفني إلي ما يطلق عليه "المدارس التكنولوجية التطبيقية" بمعايير جودة عالية، وسيتم افتتاح 45 مدرسة يابانية في شهر سبتمبر المقبل.

الاستراتيجية الجديدة للتعليم سوف تسير في خطين متوازيين البدء من الأساس مع التلاميذ الذين سوف يدخلون رياض الأطفال هذا العام وهؤلاء هم من سيبدأون المشوار من أوله، ونتمني أن نري معهم منتجا مختلفا، لتعليم حقيقي، والخط الثاني مع أول ثانوي الذين سوف يطبق عليهم المحتوي والوسائط الجديدة للتعليم. سيكون هناك تدريب للمعلمين علي النظام الجديد بالطبع.

المضارون من الاستراتيجية الجديدة للتعليم كثر. أولهم مافيا الدروس الخصوصية الذين لن يجدوا لبضاعتهم الفاسدة سوقاً في ظل النظام الجديد. ثم جماعات المصالح العديدة التي تلعب في مجال التعليم وتربح الملايين في ظل نظام التلقين والحفظ وتسطيح العقل. معك الله دكتور طارق شوقي، الطريق طويل وصعب، لكن الغاية رائعة وعظيمة. كل الدعاء بالتوفيق في إنجاز حلم مصر

نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متعــة التعليــم متعــة التعليــم



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon