توقيت القاهرة المحلي 08:43:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السودان في قلب مصر

  مصر اليوم -

السودان في قلب مصر

بقلم : كرم جبر

 لن تجد أطيب من الشعب السوداني الشقيق، يحبون مصر والمصريين، وتجري في عروقنا مياه النهر الخالد، وفي الأزمات لن تجد شقيقاً قلبه عليك مثل السودانيين، ولكن هناك من يحاول إفساد المحبة والتفاهم، ومسرباً دخاناً أسود في سماء العلاقات الطيبة بين البلدين.

نحن - مصر والسودان - في أوقات الخطر، يجب أن نوقظ كل عوامل التقارب والتعاون، ونستبعد أسباب الجفوة والخلاف، ونستدعي المخزون الاستراتيجي لوحدة وادي النيل، فبيننا رصيد رائع، وفي أمس الحاجة أن نزيح عنه الصدأ والتراب، وليكن لنا في قيادات الدولتين أسوة طيبة، وننظر بتأمل وعمق لصورة المصافحة بين الرئيسين »السيسي والبشير« في أديس أبابا، ففي لحظة صدق ومصارحة، وانقشعت سحب الخلافات، وسادت الأجواء شمس صافية.

لا أنسي أبداً يوم خرج السودانيين بالملايين، لاستقبال الرئيس جمال عبد الناصر في الخرطوم، بعد هزيمة يونيو 1967، وحطموا كل الحواجز وصاحبوا سيادته حتي الفندق الذي يقيم فيه، وبعثوا برسالة قوية إلي العالم، بأن العرب لن يقبلوا الهزيمة ولن يستسلموا، وخرجت قمة اللاءات الثلاثة «لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف»، متسلحة بروح الاستقبال الأسطوري لعبد الناصر.

والتاريخ لا ينسي للرئيس السوداني إسماعيل الأزهري ورئيس وزرائه محمد أحمد المحجوب، قيامهما بالمصالحة بين عبد الناصر والعاهل السعودي الملك فيصل، وكان عبد الناصر يخشي من فيصل، بسبب الجروح التي سببتها حرب اليمن، ولكنهما تصافحا وتصالحا، وداعب فيصل عبد الناصر بأنه زعيم العرب، واكتسبت العروبة قوة جديدة، مستمدة من طيبة وأصالة الشعب السوداني الشقيق.

علينا أن نعترف أن بعض الأعمال الفنية، لم تكن في مستوي التآخي والمحبة بين الشعبين، وأساءت كثيراً للإخوة السودانيين، وهو ما يجب أن نشجبه ونتصدي له، ولكن عمل عظيم مثل مسلسل «الخواجة عبد القادر» الذي أذيع في رمضان منذ عدة سنوات، للرائع «يحيي الفخراني» ضمد الجراح، وأعلن المصالحة بين الشعبين في الأعمال الفنية، وساهم في إزالة الجفوة، وتعميق روح المحبة والأخوة، وإبراز إسلام القيم وجمال الروح، وليس الهوس والتطرف والانغلاق.

السودان كانت دائماً في قلب مصر، وكانت حضناً آمناً يستقبل الكتاب والشعراء والأساتذة والمفكرين، فمتي تعود تلك الأيام الجميلة، حينما فتح السودانيون قلوبهم، وهم يستقبلون رفاعة رافع الطهطاوي، ومحمود سامي البارودي والدكتور محمد حسين هيكل وعباس محمود العقاد، وآلاف الأسماء الأخري، التي تؤكد أن مصر كانت حاضرة بقوة في السودان، وأن السودان كان العمق الاستراتيجي والثقافي والتاريخي لمصر، وكذلك كانت مصر، علي قدم المساواة والمحبة والتآخي.

لن يستفيد أحد من الوقيعة إلا أعداء الشعبين، فلننس خلافات الماضي، ونتطلع للمستقبل ونستعيد ذكريات الزمن الجميل، حين تآلفت القلوب علي صوت أم كلثوم، وهي تغني «أغداً ألقاك» للشاعر السوداني الكبير الهادي آدم، في أعقاب زيارتها التاريخية للخرطوم إبان هزيمة 67، واصطحبها ملايين السودانيين من الطائرة إلي مقر إقامتها.. وكانت دائماً تقول: «دول أهلنا، إحنا وهما إخوات، لأننا إحنا الاثنين ولاد النيل

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السودان في قلب مصر السودان في قلب مصر



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon