توقيت القاهرة المحلي 07:20:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العربى.. بالموسكى

  مصر اليوم -

العربى بالموسكى

بقلم - ماجدة الجندي

حاولت أن أسترجع اللحن الذى كان يأتينا عبر تليفزيون الأبيض والأسود، مصاحباً لإعلان «العربى فى الموسكى»، وهو لحن ألفته آذان جيلى، لتتوازى مع قراءة حوار الحاج محمود العربى مع «المصرى اليوم»، والمسار الذى اتخذه.. هذا مسار «رجل صناعة» عصامى، وتاجر نزيه، كما يقول الكتاب.. «العربى» حاضر فى الفضاء المصرى لعقود وطوال الوقت «بشغله».. لم نسمع عنه أو منه إلا ما يتعلق «بإنتاج».. على مدى عقود تغيرت فيها مصر سياسياً واقتصادياً، لم يحدث أن اقترن اسم «العربى» إلا بقيمة العمل.. رجل بدأ سلم التجارة من حارة أم الغلام بالجمالية، واستمر بقيمة العمل، إلى أن نال أرفع وسام يابانى باعتباره رجلاً أثر فى الاقتصاد اليابانى.. أو تستطيع أن تقول إن مشواره من بيّاع فى حارة أم الغلام إلى رجل صناعة، تنتشر مجموعة مصانعه من بنها لبنى سويف لأسيوط، الرحلة التى ينبغى «تفطيمها» كنموذج للمثابرة والطموح والنزاهة وتلك هى المعادلة الأصعب... الحقيقة أن مجموعة القيم التى تستشرفها من رحلة «العربى» هى «منظومة قيمية» أنت فى أمس الحاجة إلى ترويجها اليوم وإشاعتها، عن صورة «رجل الأعمال» كما نتمناه.. الذى هو رجل «عمل» فى المقام الأول.. رجل «القيمة المضافة».. وخلق فرص العمل، وصقل الكوادر.. الرجل الذى «يدفع للدولة ضرائبه وجماركه كويس»، وكذلك يدفع للعاملين معه أجوراً وأرباحاً «كويسة».. اعتمد الحاج محمود، كما قال فى الحوار، على مهندسى القطاع العام والمصانع الحربية لإقامة وتثبيت مصانعه، واستخدم طوال الوقت حرف «مع» بدلاً من «عند».. العاملون اللى بيشتغلوا «معانا»، وليس عندنا.. الناس معه تعمل بجد وتنال حقوقها بجد.. الحاج محمود العربى بصورته التى فطن إليها المصريون حتى قبل أن تجرى معه الحوارات، ارتبط فى المخيلة المصرية بأنه محل ثقة، وأنه لا علاقة له بالصورة الشائعة عن أغلب رجال الأعمال، وارتباطهم بفلوس البنوك (أو سعيهم لأن ياخدوا قبل ما يدوا).. الحاج محمود وأولاده يحصلون على رواتب ويتوسعون فى البناء بالأرباح.. لا مظاهر ولا افتعال ولا استفزاز. ناس تحط القرش فى مكانه، لأنه قرش جاى بتعب.. الحاج محمود العربى بدأ العمل فى أول الأربعينات «بياع قطاعى» فى أم الغلام، ثم جملة فى الموسكى، باع الأقلام وصنع ألوان «اللخبطة» قبل ما يوزع المروحة ثم يصنعها.. فى سنه ٦٤، كان معه عامل واحد فقط.. اليوم معه ألوف العمال ويحلم الحاج محمود أن تصل أعدادها، كما عند «توشيبا»، إلى ٢٠٠ ألف عامل.. العربى رجل الصناعة والمؤمن بأن تسعة أعشار الرزق فى التجارة، له مفاتيحه الروحية.. بطانته القيمية التى يستأنس بها فى سعيه.. شفافيته فى العمل جزء من قناعته بتقوى الله.. يقول عن التجارة أو التاجر: التاء تقوى، والألف أمانة، والجيم جرأة، والراء رحمة. يركب الحاج محمود سيارة موديلها فات عليه عشرين سنة وينفق من «مرتب» محدد، على احتياجاته ويعطى الباقى لبنته تحوشه له.. لا مظاهر ولا استعراض.. لا حضور له إلا بفكرة «شغل».. لم تسمع أنه أو أحد أولاده أخد حتة أرض أو سقّع أو راح هنا أو سافر هناك أو سهر أو... أو... أو... لم تسمع منه أو عنه إلا كل «خير».

الحاج «محمود العربى».. من أم الغلام للموسكى.. إلى وسام الشمس المشرقة...

إلى التربع بالعمل على «قلوب مصر».

نقلا عن الوطن القاهريه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العربى بالموسكى العربى بالموسكى



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon