توقيت القاهرة المحلي 12:05:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المشاركة الانتخابية بين الواجب الوطنى والرسالة

  مصر اليوم -

المشاركة الانتخابية بين الواجب الوطنى والرسالة

بقلم : هبة عبدالعزيز

 بدأت اليوم المقار الانتخابية فى جميع أنحاء جمهورية مصر العربية فتح أبوابها لاستقبال الناخبين المصريين المتوجّهين إلى صناديق الانتخابات الرئاسية، لاختيار رئيس الجمهورية لفترة رئاسية مدتها 4 سنوات مقبلة.

ولعل المشاركة فى العملية الانتخابية هذه المرة قد تكون بعيدة بشكل واضح عن الأجواء المعتادة التى تسودها غالباً حدة المنافسة أو شراسة المعركة، لكنّها فى الوقت ذاته تحمل رسالة من الأهمية بأن:

مصر وسط كل ما يُحاك لها خارجياً وداخلياً لعرقلة مسيرتها نحو الإصلاح والتقدم، ما زالت قادرة على النهوض، فها هى تتجاوز فترة النقاهة، وتنجح فى الإفلات والشفاء من تلك المحاولات اليائسة التى يجرّبها الأعداء وأصحاب المصالح للنيل من حاضر شعبها ومستقبلهم.

وكنت قد أشرت فى مقال سابق لى بشىء من التفصيل إلى تلك المحاولات المستمرة لوقف مسيرة مصر عبر التاريخ، بداية من عصر محمد على باشا والدولة الحديثة، مروراً بالحقبة الناصرية ومرحلة الاستقلال، ووصولاً إلى كل المحاولات البائسة الحالية التى تتصاعد روائح أدخنتها، فى محاولة لخنق أنفاسنا.

وكنت قد ذكرت أيضاً بأنه قد بات مستقراً لدىّ بما يكفى أن مصر لم تترك أو يُسمح لها ولو لمرة واحدة لاستكمال مرحلة تطور اختارتها هى، وذلك باختلاف الأسباب وتداخلها، هل كانت خارجية أم داخلية، وهل تم ذلك بطريقة سلمية أم عسكرية؟! وأياً ما كان لكن المهم أنه يتم غلق الطريق على مصر كلما شرعت فى اختيار طريقها نحو التقدّم والرقى، فتتوقف مسيرة نموها بكل أسف، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو الثقافى. ولعلى لم أستدعِ تلك النقطة من أجل البكاء على اللبن المسكوب، لكن ربما كان الهدف الأساسى هو الاستفادة من الماضى واستيعاب دروس التاريخ، لأننا للأسف الشديد اعتدنا ألا نتعلم من تاريخنا بالقدر المناسب، بل أجدنا نميل أكثر إلى الذهاب بالقول وبالتفكير إلى نظرية المؤامرة الخارجية وخداع الآخرين.

وبنظرة سريعة حولنا نستطيع أن نقف على الكثير من الأمور.

ففى الوقت الذى نجحت فيه قوى الشر العالمية فى كلٍّ من ليبيا، سوريا، اليمن، ومن قبلها العراق فى تفتيت وحدة تلك الدول الشقيقة من جيراننا، وجعلها تعيش أوقاتاً فى غاية الصعوبة، حيث باتت تلك الأوطان تعانى من ضياع وتمزّق كيانها، وتسريح وتفريغ جيوشها الوطنية، وتشريد وتشتت شعوبها.. استطاعت مصر أن تفلت من ذلك المصير الذى كان قد اقترب جداً من أرضها، وكاد أن يحول بلادنا إلى أشلاء وطن.

ويرجع الفضل فى ذلك بعد إرادة المولى عزّ وجل، إلى إرادة ووعى الشعب المصرى العظيم بمساندة جيشه الوطنى من خير جنود الأرض.

لذا فمشاركتنا وإقبالنا على النزول فى الانتخابات هذه المرة، إنما هى فى حقيقتها أعمق من فكرة ممارسة الحق الديمقراطى، لأنه بات واجباً وطنياً، يُظهر للعالم كله قدرة مصر على الالتزام بالمبادئ والثوابت واجتثاث الإرهاب، ومحاولتها تحسين مظاهر وجودة حياة المصريين، ولعله أيضاً من عمق آخر وفاء لأرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحّوا بدمائهم كى تنعم مصر بالاستقرار والأمان، فكلنا لنا مصلحة مباشرة من النزول، فمشاركتنا الانتخابية هى أقوى رسالة إلى كل من يريد قوة وقدرة واستقرار مصر، وعلى قدر ما تبدو أنها عمل بسيط، إلا أنها خطوة كبيرة فى عمر الوطن ومستقبله.

نقلاً عن الوطن القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشاركة الانتخابية بين الواجب الوطنى والرسالة المشاركة الانتخابية بين الواجب الوطنى والرسالة



GMT 03:29 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كلمة بايدن متنزلش الأرض أبدًا!

GMT 03:27 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

الدنيا بخير

GMT 03:25 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

لا «نزوح» نحو ترامب ولكنهم قد يمتنعون

GMT 03:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مهرجان كان الـ77 يرسم ملامحنا ونرسم ملامحه

GMT 03:07 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كان إذا تكلم

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

ديكور فخم في منزل شذى حسون في برج العرب

GMT 13:39 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب كيرمان في شرق إيران

GMT 13:44 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تواصل خطتها لخفض استهلاك المبيدات الكيماوية

GMT 01:58 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شالكه يسقط أمام كولن بالوقت القاتل في الدوري الألماني

GMT 06:57 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

التمدد أكثر فعالية من المشي لخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 20:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل معجنات الثوم

GMT 07:25 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

توقعات العام 2021 لبرج الجدي وفق بطاقات التارو

GMT 17:55 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريال مدريد يتوعّد إلتشي بمواصلة سلسلة الانتصارات في "الليغا"

GMT 10:16 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الرئة وأبرز أسباب الإصابة بالمرض

GMT 02:14 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ضياء السيد يؤكد أن هناك رواسب قديمة بين فضل وكهربا

GMT 13:05 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

ليكرز يرد بقوة على هيت ويتقدم 3-1 بنهائي السلة الأميركي

GMT 12:20 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قرار بدفن موتى كورونا على الطريقة التقليدية في الأردن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon