توقيت القاهرة المحلي 08:43:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سنوات المطر .. !!

  مصر اليوم -

سنوات المطر

بقلم : جلال عارف

 أنا من عشاق المطر.. في سنوات الطفولة كان المطر يعني بالنسبة لنا مهرجاناً من الفرح. في بورسعيد حيث كان يتعانق الجمال مع الأناقة والهدوء ليمنح المدينة طابعها الفريد.. كان المطر لا يكاد يتوقف حتي نسرع إلي الشوارع. بعد دقائق كانت الشمس تشرق ولو علي حياء. وكان المشهد يبدو بديعاً. المدينة اغتسلت، والأشجار تتألق ألوانها البديعة، وأرض الشوارع ـ وهذا هو الأهم ـ قد جفت مياهها بعد دقائق. ذهبت إلي بالوعات غير مسدودة وإلي  مواسير مستعدة للطوارئ. تبدأ علي الفور مباريات الكرة.. بالكرة التي تعودنا علي اللعب بها في بورسعيد وهي كرة التنس التي تكسب الناشئين هناك مهارات كروية عالية .

مازلت عاشقاً للمطر، لكن الأمور اختلفت. عرفت كيف تتوقف الحياة عندنا بسبب ساعة مطر. كيف يتعطل المرور؟ وكيف تنهار منازل في بعض القري؟ وكيف يصبح الخروج من المنازل مغامرة غير مأمونة العواقب؟ وكيف تتحول الشوارع في الأحياء الفقيرة إلي تلال من الوحل؟ وكيف تتحول في الأحياء »الراقية»‬ إلي بحيرات تغرق فيها السيارات.. كما حدث بالأمس في أرقي أحياء العاصمة »‬التجمع الخامس» .
تذكرت كيف حاولت القاهرة قبل سنوات أن تقلد ما كنا نراه في بورسعيد في طفولتنا. قررت أن تؤمن نظام صرف جيد لمياه الأمطار علي طول الطريق في صلاح سالم والعروبة وحتي المطار. في العام التالي هطلت الأمطار وكانت كل البالوعات مسدودة، وكان الأمر كارثيا.. ثم كان الحل هو الاستغناء عن بالوعات تصريف المياه، وليس الاستغناء عمن تركها تتعطل!!

لا أعرف إن كان هناك نظام صرف جيد للأمطار في حي حديث وراق مثل »‬التجمع» أم لا؟! وهل صممت المرافق العامة هناك علي أساس ما تم وما يتم من توسع.. أو أنهم سيضطرون إلي حفر الشوارع لتعديل ما سبق إنشاؤه؟ وهل السبب سوء التخطيط أم الفساد في التنفيذ؟!.. وهل سنأخذ في اعتبارنا أن المناخ يتغير في المنطقة والعالم، ونحن نبني المدن والأحياء الجديدة لنغير الحياة في كل أنحاء مصر ؟!

في المنطقة التي أسكن بها كانت الاوضاع  ــ والحمد لله ـ طيبة . الأمطار لم تكن غزيرة، والمرور في صلاح سالم لم يتعطل. في الصباح الباكر أخذني الطفل الصغير بداخلي إلي الشارع. كان شعاع من الشمس يجاهد وسط السحب. الكون جميل والطفل سعيد.. لكن للحياة أوجه أخري كنت أفكر فيها وأنا أعود حاملاً سنوات العمر، والطفل الذي كان

نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنوات المطر  سنوات المطر



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon