توقيت القاهرة المحلي 07:20:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحياة فى مدينة ملهمة «فيها حاجة حلوة»

  مصر اليوم -

الحياة فى مدينة ملهمة «فيها حاجة حلوة»

بقلم : عايده رزق

 مازالت مدينة القاهرة ـ رغم كل المشاكل التى تعانيها ـ لها سحر خاص وبريق نادر.. لذلك لم يكن غريبا أن تختارها صحيفة «ذاناشونال» الإماراتية بمناسبة افتتاح مهرجان الآداب الذى عقد فى دبى مؤخراً واحدة من أكثر عشر مدن إلهاما للأدباء حول العالم.. انها المدينة التى عشقها الكاتب «أرثر جوبينو» حين زارها فى منتصف القرن التاسع عشر ووصفها بأنها تموج بالحياة والجمال والحيوية والحرية..

وهو مزيج كما يقول لا يظهر فقط فى أوقات الرفاهة والتقدم.. بل يظهر أيضا فى أوقات المحن المشحونة بالايمان والشجاعة والصمود.. وهى المدينة التى أوحت «لنجيب محفوظ» الحاصل على نوبل فى الآداب بالعديد من أفكار قصصه.. كما ألهمت الكاتبة الإنجليزية «أجاثا كريستي» عندما رأت نهرها الخالد من نافذة فندقها المطل على النيل فكتبت رواياتها الشهيرة «جريمة فوق النيل».. وهى المدينة التى أدهشت «بريس دافين» حين دخلها عام 1829 وتسكع فى حواريها وشوارعها.. وجلس فى مقاهيها.. وتصبب عرقا داخل حماماتها الشعبية.. وذاق من كرم أهلها ما عجز عن وصفه أو فهمه.. لذلك لم يستطع أن يفر منها حين اجتاحها وباء الكوليرا وفتك بآلاف من أبنائها.. ولأنه عرف أنه قد أصبح أسيرها بعد أن شاهد اثارها.. واندمج وذاب مع سكانها..صمم على تعلم العربية والهيروغليفية.. وراح يسجل كل ما يسمعه.. ويرسم كل ما يراه.. وفى النهاية تجمعت لديه مادة هائلة أودعها اثنى عشر مجلدا آلت جميعها إلى قسم المخطوطات بدار الكتب بباريس.. ومن يبحث فى أوراق «دافين» سيكتشف أنه قد وقف مذهولا أمام الشعب المصري.. مذهولا من قوة احتماله ومن طول صبره.. ومن قدرته على الاحتفاظ بروحه المرحة فى أقسى الظروف.

نعم.. المدن الملهمة لا تصبح ملهمة فقط بالحجارة والعمارة.. بل أيضا بالبشر الذين يمتلكون كالمصريين قدرة هائلة على الصمود والثبات فى اللحظات المصيرية الحاسمة.. كما أن المدن الملهمة ليست تلك التى تضم بين أرجائها آثارا ومناظر خلابة..

بل تلك التى تفوح منها رائحة ماض عريق وحضارة عظيمة.. لذلك يصبح شارع ضيق معبق بهذه الرائحة كخان الخليلى أكثر إلهاما من أوسع شارع فى نيويورك.. فتذكر دائما حين يحاصرك الزحام والضوضاء والتلوث.. أنك تعيش فى مدينة ملهمة فيها «حاجة حلوة» كما يقول المحبين لها.

نقلاً عن الحياة اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحياة فى مدينة ملهمة «فيها حاجة حلوة» الحياة فى مدينة ملهمة «فيها حاجة حلوة»



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon