توقيت القاهرة المحلي 04:58:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الضريبة.. والتعليم

  مصر اليوم -

الضريبة والتعليم

بقلم - علي العمودي

عندما جرى الإعلان عن تبني نظام الضريبة المضافة، والذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الجديد، تم التأكيد بأنها لن تمس جانبين مهمين وأساسيين في الخدمات المقدمة، وهما العلاج والتعليم، وجاءت هذه التأكيدات في أكثر من مناسبة لتعريف الرأي العام بالجوانب التي تشملها الضريبة بالنسبة لهذين القطاعين، وكذلك المؤسسات المعنية، وبلغة النظام الجديد، أصحاب السجل الضريبي. ولكن للأسف بعض مؤسسات التعليم، وبالذات الجامعات الخاصة كان لها موقف غريب، وهي تبالغ في أسعار الدراسة فيها بزعم الضريبة.

بعض منافذ البيع الاستهلاكية كان لها مواقف مشرفة أفضل من مؤسسات التعليم العالي تلك، عندما أعلنت هذه المنافذ تحمل نسبة الضريبة عن المتعاملين معها، وسواء أكانت نسبة التحمل معقولة أو غير مرضية، ولكنها على الأقل لم تكن بمستوى جشع تجار التعليم الذين كشفوا عن أقنعتهم الحقيقية، وهم يتنصلون عن مسؤولياتهم المجتمعية.

ندرك جميعاً أن هذه المؤسسات مشاريع تجارية في الأساس، ولكن هناك فرقاً بين الربحية وغير الربحية، وبين الذي يحمل رسالة لخدمة التعليم والمجتمع، وبين صاحب المشروع الربحي البحت. وإلا كيف نفسر قيام بعض جامعاتنا الخاصة رفع سعر المادة التي تدرس فيها لنحو أحد عشر ألف درهم في الفصل الواحد.

أحد أولياء الأمور علق على ذلك بصورة ساخرة قائلًا «لو أن تلك المادة كانت تُدرس في هافارد، لما وصل السعر لهذا المبلغ». نقول لمثل هذه الجامعات أن تنظر إلى ما هو أبعد من مصالحها الضيقة، والتمعن في رؤية الدولة عندما فتحت المجال واسعاً لمؤسسات التعليم العالي الخاصة للمشاركة في توفيره للمواطنين والمقيمين باعتباره حقاً للجميع، ولجعل الإمارات نقطة جذب أكاديمي واستقطاب الجامعات العالمية لفتح فروع لها. لم تكن المبالغة في الأسعار مؤشراً على جودة التعليم، فاليوم هناك جامعات مرموقة في ألمانيا وبريطانيا وحتى الولايات المتحدة وكندا أقساط الدراسة فيها أقل من بعض مدارسنا الخاصة. كما أصبحت بلدان أخرى على خط اجتذاب طلاب التعليم العالي والدراسة فيها باللغة الإنجليزية مثل المجر وبولندا وشمال قبرص وأخيرا جورجيا.

عندنا «تجار» التعليم العالي يريدون من الدولة كل التسهيلات والدعم، لتقديم تعليم في متناول الجميع، ولكنهم يقومون بعكس المطلوب بتنصلهم من مسؤولياتهم وسط غياب تام للدور الإشرافي لوزارة التربية والتعليم، والمسؤولين في التعليم العالي.

 

نقلا عن الاتحاد الاماراتيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضريبة والتعليم الضريبة والتعليم



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon