توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يحدث في مصر الآن

  مصر اليوم -

يحدث في مصر الآن

بقلم - يوسف القعيد

أكتب عما جري لمحافظ المنوفية من زاوية الطريقة التي تدار بها مقدرات مصر الآن. تفاصيل كثيرة لن أتطرق لها، ليست لديَّ معلومات من الداخل حول ما جري لكني أقدم قراءتي للوقائع من بعيد التي تنطلق من حرصي علي محاولة الاطمئنان »أو القلق»‬ علي أمور بلدي وطريقة تصريفها، خصوصاً في مواجهة سرطان بلا نهاية اسمه: الفساد.

أهمية ما جري لمحافظ المنوفية أنه كان قبل ساعات من زيارة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للمنوفية، لمدينة السادات لافتتاح مشروعات إنتاجية جديدة، سواء في مدينة السادات أو في أماكن أخري من المنوفية تم افتتاحها عن طريق الفيديو كونفرانس.. ليست المرة الأولي التي يهتم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالإنتاج وبالعمل وافتتاح المصانع وتعبيد الطرق، كل هذا يأتي تحت عنوان مبدئي هو تسيير حياة الناس وجعلها ممكنة ومتاحة، ومحاولة حل مشاكل حياتهم اليومية، حتي لو لم يتقدموا بشكاوي مما يعانون منه، وهو منهج في العمل الوطني عمره الآن يوشك أن يقترب من أربعة سنوات، هي فترة الولاية الأولي للرئيس عبد الفتاح السيسي.

زيارة الرئيس لا تنبت فجأة، ولا تتضح في لحظة خاطفة، تسبقها استعدادات كثيرة، ربما طالت بعض الوقت، ولا يذهب بال أحد إلي الإجراءات الأمنية التي تصاحب هذه الزيارات. لكني أقصد الاستعدادات والاطمئنان للمشروعات التي يفتتحها الرئيس، والتأكد من جدواها وأهميتها بالنسبة لحياة الناس اليومية، وهو الهم الأول والاهتمام الذي يسبق غيره من اهتمامات الرئيس السيسي، ويكفي أن نعرف الجهد الذي قام به اللواء محسن عبد النبي، رئيس الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لتغطية الحدث إعلامياً وصحفياً، والجهد الخارق الذي قام به.. تمت الزيارة 15 يناير، يوم ذكري مرور قرن علي ميلاد جمال عبد الناصر، حرص الرئيس رغم برنامجه المزدحم ورحلته الطويلة إلي المنوفية »‬80 كيلو مترا» أن يوجه رسالة للمصريين، أهم ما جاء فيها فكرة التأكيد علي المنهج والدرب والطريق، والاستمرار فيما بدأ في مصر في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. قبل الزيارة بـ 48 ساعة تحركت الرقابة الإدارية واتجهت للمنوفية وأحضرت محافظ المنوفية بعد مواجهته في مكتبه بالوقائع التي لديها والوثائق التي معها والتسجيلات التي بحوزتها، الأذونات التي تحملها من النيابة، مما يؤكد سلامة الإجراءات من الناحيتين القانونية والدستورية.. كانت التهمة التي توصلت إليها الرقابة الإدارية التي يقودها الوزير محمد عرفان بمهارة ويخرج من إنجاز إلي نجاح. حصول المحافظ علي رشوة 2 مليون جنيه لتسهيل استيلاء رجلي أعمال علي قطعة أرض بمدينة السادات قيمتها 20 مليون جنيه، تمت الإجراءات التي تثبت تورطه وسيره في إجراءات تقاضي الرشوة من الألف إلي الياء.

لا يعنيني أنه كان يستعد لزواج ثالث في حياته، وأنه كان محتاجاً لأموال ليؤسس بيت الزوجة الثالثة، فالفساد لا يحتاج لمبرر، وقرار قبول رشوة لا يمكن أن تحيط به أي ملابسات، فلا يوجد مبرر واحد أمام أي موظف عام في الحصول علي رشوة مهما كانت الظروف التي يمر بها.. كان افتتاح المشروعات صباح الإثنين، وصباح الأحد اليوم السابق كان المحافظ يتفقد الخيمة التي سيقام فيها الافتتاح في الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لمحافظة المنوفية، وبعد أن تفقد الموقف عاد إلي منزله وتم استدعاؤه بعدها إلي مقر الرقابة الإدارية في القاهرة للتحقيق معه ومواجهته بالتهم المنسوبة إليه.. ولاحقاً ألقت الرقابة الإدارية القبض علي رجل أعمال بمدينة السادات، ورجل أعمال آخر إلي جانب القبض علي صحفي شهير بمحافظة المنوفية، تجمعه علاقة وثيقة بالمحافظ، وسبب القبض عليه التدخل لتسهيل عملية الرشوة.. إعجابي بذهاب الرئيس إلي المنوفية برغم هذه القضية المدوية يعني أنه لا يربط بين واقعة فساد محافظ وزيارته للمحافظة، ولا يؤجل افتتاحاته لمشروعات تقام من أجل الناس لتحاسب الدولة محافظاً فاسداً، وعمليات القبض عليه أو التحقيق معه لم تؤجل لما بعد زيارة الرئيس، حتي لو من باب المواءمة السياسية، سارت الزيارة في طريقها، وتمت عمليات المتابعة والملاحقة والقبض علي المحافظ، علي الرغم من التواكب الزمني الذي كان يمكن أن يدفع أي مسئول لتأجيل أحد الأمرين: إما إرجاء القبض علي المحافظ لما بعد الزيارة، أو تأجيل الزيارة، لكن هذه قضية، وتلك أخري، أو كما يقولون هذه نقرة وتلك نقرة أخري.

ألا تعد هذه الحادثة مؤشراً لمصر الولاية الثانية، والجديد الذي يمكن أن يفاجئنا به الرئيس خلال هذه الولاية. حيوا معي رئيس مصر الذي يعرف الطريق إلي ما تريده مصر، ويمضي فيه ولا ينظر لأي أمور أخري سواه.

نقلا عن الاخبار القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحدث في مصر الآن يحدث في مصر الآن



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon