توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هتيف اليونسكو

  مصر اليوم -

هتيف اليونسكو

بقلم : عمرو الشوبكي

الشخص الذى هتف بفرنسية بائسة «تحيا فرنسا ولا لقطر»، داخل قاعة اليونسكو مصرى الجنسية، ولكنه ليس عضوا فى البعثة الدبلوماسية المصرية، وهو يذكرك بموظفى الأمن على مداخل القنصليات والسفارات المصرية حين يقابلون المواطنين بتجهم ويفاجئونهم بالجملة الشهيرة «رايح فين يا أستاذ»، وهو أيضا شبه الهتيفة الذين تنقيهم الأجهزة الأمنية وتطلقهم فى أوقات كثيرة على خلق الله حتى صدّرناهم للعالم فى مشهد مخزٍ تماما.

ومهما حاولنا أن نؤكد كذب الجزيرة (وهى كاذبة) بأن الرجل ليس عضوا فى البعثة الدبلوماسية المصرية فى اليونسكو ولا يمت لوزارة الخارجية بصلة (وهو صحيح 100%).. إلا أنه فى النهاية نتاج عصر ممتد من التجريف، تعمق فى السنوات الأخيرة حتى غابت مراعاة الشكل والمظهر الخارجى كما كان يحدث طوال حكم مبارك.

المؤكد أن مَن هتف فى اليونسكو هو صناعة مصرية عتيدة، جرى تربيتها على مدار 40 عاما حتى أخرجت نوعية من البشر موهبتها الوحيدة فى نفاق أهل الحكم.. وهنا لا يفرق أن يكون مَن فى السلطة مبارك أو مرسى أو السيسى، فكل من يجلس على الكرسى مطلوب منافقته، وهو أمر يطلب قدرا كبيرا من الادعاء والجهل وانعدام العلم والمهنية وغياب أى احترام للنفس والغير.

وقصة هذا الشاب الذى نشرت مواقع التواصل الاجتماعى صورا له مع محمد مرسى ومع وزير الخارجية الحالى سامح شكرى، مصرى يحمل الجنسية الهولندية وتحدث فى قناة فضائية مصرية بعد الحادثة (عادى جدا) باسم مستشار فى المجلس المصرى الأوروبى فى بروكسل (كيان وهمى)، وكأن هناك من يكافئه على الفضيحة المهينة التى سببها للبلد فى قاعة اليونسكو.

المدهش أن بعض من عرفوه أكدوا أنه أثناء فترة حكم الإخوان كان مؤيدا لهم بشكل مريب ونشر صورته مع مرسى، وكان معارضا لأى تحرك جماهيرى ضدهم، وبعد وصول الرئيس السيسى للحكم بدأ ينزل مصر ويلزق للمسؤولين ويتصور معهم، واعتبر نفسه مستشارا اقتصاديا وسياسيا للاتحاد الأوروبى.

يقينا، عينه هذا الشاب لا تختلف عن صاحب «كشك» الوجبات السريعة فى نيويورك الذى استضافته الفضائيات المصرية باعتباره خبيرا استراتيجيا، وكذلك فعلت مع «صلاح» هتيف اليونسكو، الذى أبدع فى أنه نجح أن يكون محط أنظار الإعلام العربى حين اعتبر أن دوره الوطنى يتوقف عند سب قطر والهتاف لفرنسا.

صحيح أن الجزيرة كذبت مع سبق الإصرار والترصد حين ادعت أن هذا الشاب عضو فى البعثة الدبلوماسية المصرية وهى تعلم أنه غير صحيح، إلا أن ما يهمنا نحن كمصريين هو المناخ السياسى الذى سمح لهؤلاء أن ينتشروا فى كل مكان وأن يصبح الهتاف لمصر أهم من العمل من أجل مصر.

هذا الشاب هو نموذج لآلاف مثله صنعهم المناخ الحالى ورباهم على أن الهتاف والصراخ والكذب والنفاق هى مصوغات مطلوبة لنيل الرضا والصعود السياسى والحضور الإعلامى، وهى أمور لم تعرفها مصر بهذه الطريقة الفجة إلا فى السنوات الأخيرة.

لقد أصبح نموذج هذا الشباب قدوة يجب أن يحذو حذوها الجميع حتى تُفتح لهم أبواب اليونسكو وأبواب أخرى كثيرة، ولكنها قدوة تخرب ولا تبنى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هتيف اليونسكو هتيف اليونسكو



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها

GMT 21:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

بدرية طلبة على سرير المرض قبل مشاركتها في موسم الرياض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon