توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رسالة إلى رئيس مصر المقبل: التاريخ لن يغفر أخطائك

  مصر اليوم -

رسالة إلى رئيس مصر المقبل التاريخ لن يغفر أخطائك

عمر الحضري

بدأ التعرف على مفهوم العدالة الاجتماعية في مصر منذ عام 2184 قبل الميلاد، وما لفت نظري أن المرأة كانت أحد معايير قياس نتائج الثورة الاجتماعية، وما ورد في كتابات إيبور بعد انتهاء الثورة ونقمه عليها في قوله "إن المرأة التي لم تكن ترى وجهها إلا في الماء، أصبح الآن لديها مرآه".  ففي عام 2184 قبل الميلاد، انطلقت شرارة الثورة المصرية ضد الفساد "ثورة جياع"، ضد بيبي الثاني، حيث حكم مصر منذ نعومة أظافره في السادسة من عمره، واستمر في حكم مصر لمدة تصل 91 عامًا. في الوقت الذي كانت أمه الوصية عليه وخاله الذي كان صاحب اليد العليا في إدارة البلاد، فرضت الضرائب ومُورس "الإرهاب" والتنكيل بالشعب، وتفشي الظلم واتسعت الهوة بين الطبقات، وانعدم الاستقرار والأمن والعدل في البلاد، وهو ما يحدث من تشابه في الفترة الحالية، و"بدأت المأساة بضعف الملك بيبي الثاني لعجزه وتقدمه في السن وغيابه عما يجرى حوله وتسليمه بأكاذيب المنافقين من حوله، فاستقل حكام الأقاليم بأقاليمهم واستبدوا بالأهالي، وفرضوا المكوس الجائرة، ونهبوا الأقوات، وأهملوا أي إصلاح للري والأرض، وانضم إليهم الكهنة حرصًا على أوقافهم، يبيحون لهم بفتواهم الكاذبة كل منكر، غير مبالين بأنات الفقراء وما يعانون من قهر وذل وجوع، وكلما قصدهم مظلوم طالبوه بالطاعة والصبر ووعدوه بحس الجزاء في العالم الآخر، وبلغ منا اليأس غايته، فلا حاكم يعدل، ولا قانون يسود، ولا رحمة تهبط، فانطلقت بين قومي أدعوهم إلى العصيان ومحاربة الظلم بالقوة، وسرعان ما استجابوا إلى النداء، فحطموا حاجز الخوف والتقاليد البالية، ووجهوا ضرباتهم القاتلة إلى الطغاة والظالمين وسرت النار المقدسة إلى جميع البلاد وانطلقت قذائف الغضب الأحمر على الحكام والموظفين ورجال الدين والمقابر". ولم تكن تلك الثورة هي الأخيرة، حيث اندلعت "ثورة جياع" أخرى في عهد رمسيس الثالث بعد تردى الأوضاع المعيشيَّة للمصريين، فوفقًا لمصادر تاريخية، شهدت مصر ثورة شعبية عارمة في العام الـ29 من حكم هذا الملك، وكان أبطال الثورة من العمال، وقد اندلعت الثورة نتيجة انخراط رمسيس الثالث في أواخر أيامه في الملذات، وارتفعت الأسعار، وساءت الأحوال الاقتصاديَّة مما أدى إلى تأخر صرف أجور العمال، وتدهورت الأمور لتتحول إلى ثورة حقيقية بقيادة العمال المصريين. تقول أحد البرديات واصفة الأوضاع في مصر بعد تلك الثورة، وهي في قمة الإبداع، معبرة عن معاناة المصريين وغضبهم على الأوضاع في مصر، "البلاد خربة، والقلوب حزينة. توقفت يد العامل وتحركت يد قاطع الطريق، توقف الإنتاج، وأصبح الجميع فقراء.غابت العدالة، وحل الظلام. غابت شريعة السماء، وحلت شريعة الشياطين، فشلوا في حكم الشعب لأنهم فشلوا في حكم أنفسهم، خرج المجرمون ليجلسوا على منصة القضاء، ودخل القضاة، والأبرياء السجون". فالدرس المستفاد من ذلك التاريخ، هو الحفاظ على ثوابت الحضارة المصرية الذي يعتبر فخراً لنا وللإنسانية كلها، وعدم التعامل مع التاريخ على سبيل الذكريات بل التعلم من تلك الدروس التي تعتبر مرآة للمستقبل، حيث أننا في تلك الظروف العصيبة قد ندخل بشكل أو بأخر في نفس النهاية المؤلمة وهي "ثورة الجياع" والتي نحذر منها. واللافت أنّ أول "ثورة جياع" سجلها التاريخ كانت تلك الثورة المصريّة، وأطاحت بملك فرعوني حقق انتصارات عدة لبلاده، وهو الملك بيبي الثاني، حسب ما ورد في بردية "إيبوير"، ولذلك نؤكّد أنّ العدالة الاجتماعيَّة هي الممر الرسمي للاستقرار في مصر مهما كانت الظروف السياسيَّة والصراع على السلطة والبطانة السوء التي تحيط بالحكام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة إلى رئيس مصر المقبل التاريخ لن يغفر أخطائك رسالة إلى رئيس مصر المقبل التاريخ لن يغفر أخطائك



GMT 15:22 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

سأغتال القصيد

GMT 11:37 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

البشر تصبح كالخرفان في مجتمعاتنا التي يحرّم فيها التفكر

GMT 12:46 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ضفضة_مؤقتة

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 16:19 2023 الإثنين ,17 إبريل / نيسان

فلسطين بين رمضان والفصح المجيد

GMT 12:09 2023 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

مجانية الالقاب على جسر المجاملة أهدر قدسية الكلمة

GMT 11:30 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

صيحة البسوس وشهرة نساء بني تميم في العصر الجاهلية

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon