توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحمد الطيب يؤكّد أنّ هناك حملة ممنهجة تُشنّ ضدّ الأزهر الشريف

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أحمد الطيب يؤكّد أنّ هناك حملة ممنهجة تُشنّ ضدّ الأزهر الشريف

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
القاهرة ـ مصر اليوم

أكّد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، أن "جماهير العامة، فضلًا عن الدارسين والمختصين، أصبحت تشعر بأن هناك حملة ممنهجة من بعض الإعلام على الأزهر الشريف، ومَن يقومون بهذه الحملة طائفتان، طائفة تعلم أن هذا الكلام الذي يروجونه في برامجهم ليس حقيقيًّا ولا أصل له، وإنما هو فرصة في هذه الظروف لجذب المشاهد ولكثرة الإعلانات، وهذا يعني أن المعيار الذي يحكمهم هو المصلحة المادية التي تهدف إلى الكسب، ولا تنظر بحال إلى مصلحة الناس، فهي مصلحة غير معتبرة"، مشيرًا إلى أن "هناك تزييفًا للوعي يحدث كل ليلة، وذلك لأن المشاهد حين يسمع دائمًا وفي أكثر من برنامج أن الأزهر مناهجه إرهابية، وأنه هو الذي يخرج الإرهابيين، فهذا الأمر يشد الناس، وربما كان طُعمًا يبتلعه البسطاء ضحايا هذا التزييف، ولكن هكذا صناعة الإعلانات تبحث كلها عن المال، ولو بالمواد والإعلانات التي تضر بتربية بالفرد والمجتمع".

وأوضح الطيب في حديثه الأسبوعي على الفضائية المصرية، أنّ "ما يحدث الآن، من تناول الأزهر يوميًّا يهدف إلى جذب المشاهدين وزيادة عددهم وإثراء مجموعة قليلة تفهم جيدًا أن هذا الكلام ليس حقيقيًّا، لكن هو مصيدة للثراء على حساب المشاهد البسيط الفقير، وهذا إن جاز في الحضارة الغربية التي تحكمها الجوانب المادية البحتة، لا يجوز في الشرق؛ لأن الحضارة الشرقية يحكمها الخلق والدين"، مؤكدًا أن "المجتمعات من الناحية النفسية السيكولوجية وكأرض وكتاريخ وتراث، لها قيم تحركها وتحكم تصوراتها، وهي تعيش في انسجام تام مع هذه القيم، ولكن ما يحدث الآن هو إبعاد لهذه القيم وإحلال لقيم أخرى غريبة باتت هي المحرك لتلك المجتمعات، كقيمة المال وقيمة المصلحة والغرض، وهذا ما أحدث في المجتمع نوعًا من عدم الاستقرار ونوعًا من الانفصام الشخصي، الذي يؤدي بالضرورة إلى فقدان التوازن الذي يؤثّر في سلوك الفرد والمجتمع".

وبيّن الطيب، أنّ "الطائفة الثانية من المهاجمين للأزهر في بعض وسائل الإعلام؛ فهي طائفة ممولة ممنهجة تتصيد وتفتعل الصراعات بين الثوابت الفكرية والعقائدية للمجتمعات مع الحضارة المادية الجديدة؛ لتنفذ مخططات مدروسة لهدم كل ما هو أصيل في هذه الأمة، وفي المقدمة مؤسسة الأزهر الشريف؛ لأن دعاة هذه الفتن يؤمنون بمفاهيم حضارية متسلطة لا تطيق أن يكون بجوارها في العالم حضارة أخرى مختلفة عنها، على الرغم من أن هناك حضارات كانت تتعايش ويستفيد أهلها بعضهم من بعض، انظر مثلا إلى الفكر اليوناني والفكر الإسلامي فقد تعاونا إلى أبعد الحدود، وكذلك الفكر المسيحي والإسلامي، ولكن اختلف الأمر بعد ظهور الحضارة الغربية، التي تميزت برغبة التسلط وعدم تحمل استيعاب أي حضارة أخرى، كما تميزت بإقصاء الدين عن مناهج الحياة، ولذلك فإن العولمة الآن في أوج هيمنتها الاقتصادية، والخطوة القادمة هي الهيمنة الثقافية ثم الاجتماعية، بحيث تعمم كل ما تراه هذه الحضارة في جميع أنماط الفكر والسلوك والعمل".

 وأفاد الطيب أنّ "الشرق تحكمه قيم تختلف عن القيم في الحضارة الغربية التي تبيح الإجهاض والشذوذ، ولذلك هناك مجموعة تعمل على مصادر القوة في حضارتنا: الإسلام – القرآن – السنة، التي يَعُونَ تمامًا أنها مواطن قوة، فلا توجد حضارة ولا ثقافة صمدت 14 قرنًا والناس يلتفون حولها سوى الإسلام واللغة العربية التي لم تتغير مفرداتها عبر هذه القرون؛ لأن القرآن الكريم هو الذي حافظ على اللغة إلى أن وصلتنا وإلى أن تقوم الساعة، ولذلك فإن هناك محاولات من الغربيين والمستغربين من بني جلدتنا لضرب اللغة العربية وإعادة اللغة العامية وإقصاء اللغة الفصحى؛ لأن عندهم تدابير لكل مرحلة من مراحل الشعور بالقوة بحيث يتحركون للسيطرة عليها، وقد نوهت في بعض البرامج عن هذه المعركة التي مضى عليها الآن أكثر من 100 عام، وقلت إن هؤلاء كمن يبيع مشروبًا عتيقًا في جِرَارٍ جديدة".

 واختتم الإمام الأكبر حديثه بأن ما يحدث الآن، من الهجوم المتكرّر على الأزهر والكذب عليه هدفه ترسيخ هذا الكذب في عقول الناس ليصدقوهم، ولذلك يجب أن يكون الناس على علم بهذه الخلفيات وهم يرون هذه البرامج التي تفتري على الأزهر الذي هو عامل للاستقرار في هذا المجتمع، بل في كل المجتمعات الإسلامية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد الطيب يؤكّد أنّ هناك حملة ممنهجة تُشنّ ضدّ الأزهر الشريف أحمد الطيب يؤكّد أنّ هناك حملة ممنهجة تُشنّ ضدّ الأزهر الشريف



GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon