توقيت القاهرة المحلي 06:43:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكد أن العولمة اتخذت خطوات تنذّر بخطر محدّق على العالم

شيخ الأزهر يدعو إلى لمّ شمل الأمة وغسل العقول من العقائد السوداء

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شيخ الأزهر يدعو إلى لمّ شمل الأمة وغسل العقول من العقائد السوداء

شيخ الأزهر الدكتور أحمد طيب
القاهرة - محمود حساني

كشف شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، أن العولمة اتخذت خطوات تنذّر بخطر محدق على طريق إفقار العالم الشرقي، ووضع العوائق والعقبات على طريق تقدمه وإحكام السيطرة على مفاصل دوله وأوطانه، من خلال منظمات عالمية وبنوك دولية وقروض مجحفة ومؤتمرات للمناخ والسكان والمرأة والطفل والتبشير بأمراض وعاهات خلقية وحريات فوضوية عبثية ينفق على تسويقها وترويجها ما لا ينفق عشر معشاره على الأكباد الجائعة من فقراء هذه الدول، أو على مساعدة شعوبها لتمكينها من الحصول على أدنى حقوقهم في التعليم والصحة والغذاء ومكافحة الأمراض والقضاء على الجهل والأمية والتخلف.

وجاء ذلك في كلمة شيخ الأزهر الشريف، مساء الخميس، موجهة إلى الأمة في افتتاح فعاليات مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة :بيان وتوصيف لمنهج أهل السنة والجماعة اعتقادًا وفقها وسلوكًا وأثر الانحراف عنه عن الواقع" ، في العاصمة الشيشانية جروزني ، وذلك في حضور جمع من علماء الأمة من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف الدكتور أحمد الطيب "أن هذا المؤتمر، الذي يسعد الأزهر بالمشاركة فيه، هو جميل تسديه الشيشان إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل إلى العالم كله شرقًا وغربًا، وتسهم به إسهامًا جادًا في إطفاء الحرائق والحروب اللاإنسانية، التي تتخذ من أجساد العرب والمسلمين وأشلائهم فئران تجارب دموية وتشعلها أنظمة استعمارية جديدة تقدم بين يدي نيرانها نظريات شيطانية مرعبة بل إن خططهم الماكرة بدأت تزحف على ثقافات الناس ومعتقداتهم ومقدراتهم التاريخية والحضارية، وتخضعها لمعايير ثقافة عالمية واحدة.

وأوضح أن مفهوم أهل السنة والجماعة الذي كان يدور عليه أمر الأمة الإسلامية قرونا متطاولة – نازعته في الآونة الأخيرة دعاوى وأهواء، لبست عمامته شكلًا، وخرجت على أصوله وقواعده وسماحته موضوعًا وعملًا ، حتى صار مفهومًا مضطربًا، شديد الاضطراب عند عامة المسلمين، بل عند خاصتهم ممن يتصدرون الدعوة إلى الله، لا يكاد يبين بعض من معالمه حتى تنبهم قوادمه وخوافيه، وحتى يصبح نهبا تتخطفه دعوات ونحل وأهواء، كلها ترفع لافتة مذهب أهل السنة والجماعة، وتزعم أنها وحدها المتحدث الرسمي باسمه.

وتابع "كانت النتيجة التي لا مفر منها أن تمزق شمل المسلمين بتمزق هذا المفهوم وتشتته في أذهان عامتهم وخاصتهم ، ممن تصدروا أمر الدعوة والتعليم، حتى صار التشدد والتطرف  وجرائم القتل وسفك الدماء". وأشار إلى أن اضطراب مفهوم أهل السنة والجماعة أطمع آخرين من المتربصين بهم بتصويب سهامهم نحو هذا المفهوم وتشويه سيرته والافتراء عليه بأنه المسؤول عن الجرائم المتطرفة التي تقترفها الجماعات التكفيرية المسلحة، وهؤلاء المفترون هم أول من يعلم أن هذه الجماعات التكفيرية بتصرفاتها البشعة المنكرة لا تمت إلى أهل السنة والجماعة بأدنى سبب وأغلب الظن أن هذه الفئة، اتخذت من هجومها على مفهوم أهل السنة والجماعة غطاء لتحقيق أغراض سياسية ومكاسب طائفية وأطماع توسعية لإذكاء نوازع الفرقة بين المسلمين وبعث لفتن طواها الزمن وأصبحت في ذمة التاريخ، ونشر لثقافة الحقد والكراهية.

 

 وأوضح شيخ الأزهر، قائلًا "أن أهل السنة والجماعة حسب منهج التعليم في الأزهر الذي تربيت عليه، ورافقني منذ طفولتي حتى يومنا هذا، إنما يطلق على أتباع إمام أهل السنة أبي الحسن الأشعري، وأتباع إمام الهدى أبي منصور الماتريدي، وأهل الحديث، ولم يخرج عن عباءة هذا المذهب فقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والمعتدلين من فقهاء الحنابلة، وهذا المفهوم بهذا العموم الذي يشمل علماء المسلمين وأئمتهم من المتكلمين والفقهاء والمحدثين وأهل التصوف والإرشاد، وأهل النحو واللغة أكده قدماء الأشاعرة أنفسهم منذ البواكير الأولى لظهور هذا المصطلح بعد وفاة الإمام الأشعري، ثم هو ما استقر عليه الأمر عند جمهرة علماء الأمة عبر القرون التالية، وهذا هو الواقع الذي عاشته الأمة لأكثر من ألف عام، حيث عاش الجميع في وحدة جامعة استوعبت التعدد والاختلاف المحمود، ونبذت الفرقة والخلاف المذموم".

وبيّن أن المذهب الأشعري ليس مذهبًا جديدًا، بل هو عرض أمين لعقائد السلف بمنهج جديد كشف فيه عن الاتساق الكامل في الواقع ونفس الأمر بين النقل والعقل، والذي عجز عن كشفه غلاة النصيين ممن ثقل عليهم النظر العقلي، والمعتزلة وسائر الفرق الأخرى، كما أنه المذهب الوحيد الذي لا يكفر أحدًا من أهل القبلة، ومما يدل على نفوره الشديد، رحمه الله، من نزعات التكفير، أن الإمام الأشعري ألف كتابًا في الفرق الإسلامية جعل عنوانه "كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين"، في إشارة واضحة منه إلى أن الإسلام يسع مختلف الفرق الإسلامية من المصلين، رغم ما بينهم من اختلاف في الأصول والفروع.

وشدّد على أن التكفير هو بريد الدماء، ومبرر إراقتها عند من يسفكون دماء المسلمين، ويزعمون أنهم يجاهدون الكفار، وعلى أنه لم يعدّ أمامنا إلا هدف واحد هو لم شمل الأمة وغسل العقول والقلوب من العقائد السوداء، والتأويلات التي ينكرها الإسلام وشريعته أشد الإنكار.

وكان شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، وصل، الأربعاء، إلى العاصمة الشيشانية جروزني، وسط استقبال وحفاوة بالغة من الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف والقيادات الدينية والتنفيذية في البلاد، واحتشاد الآلاف من المواطنين الشيشانيين خارج المطار وعلى جانبي الطريق احتفاء بقدوم فضيلته والوفد المرافق له.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيخ الأزهر يدعو إلى لمّ شمل الأمة وغسل العقول من العقائد السوداء شيخ الأزهر يدعو إلى لمّ شمل الأمة وغسل العقول من العقائد السوداء



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon