توقيت القاهرة المحلي 00:00:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رفعت السعيد

  مصر اليوم -

رفعت السعيد

بقلم : د.أسامة الغزالي حرب

رحل رفعت السعيد، أحد إبرز شخصيات ورموز اليسار المصرى فى العقود الأخيرة. كان أول ما قرأت له مبكرا قبل أن ألتقى به كتابيه عن الصحافة اليسارية فى مصر، وتاريخ الحركة الإشتراكية فى مصر..، ولكن معرفتى به عن قرب كانت عندما تزاملنا فى مجلس الشورى بين 1995 و2010. كان أداؤه فى المجلس نموذجيا، يعارض بقوة وصرامة، ولكن بموضوعية وبأسلوب راق مهذب، ويؤيد بصدق ووضوح ولكن بلا تزيد أو إسراف. سمتان أساسيتان ميزتا رفعت السعيد، أولاهما أن مفتاح شخصيته الفكرية والأيديولوجية كان هو رفضه القاطع والحاسم لخلط الدين بالسياسة، ذلك هو المبدأ الحاكم الذى سيطر على كل كتابات و أنشطة رفعت السعيد. وفى الحقيقة فإن هذه «البوصلة» هى التى تفسر بالأساس مواقفه إزاء النظام السياسى فى عهوده المتعاقبة، فقد احترم و تحيز لعبد الناصر- بالرغم من أنه سجن بل وعذب فى ظل حكمه، لموقف ناصر من الإخوان وتنكيله بهم. وهو نفس سبب عدائه الشديد للسادات، فضلا عن رفض الصلح مع إسرئيل. ثم كانت عضويته فى مجلس الشورى فى عهد مبارك منبرا عبر فيه بقوة وجرأة عن آرائه تلك، فى محاضر مسجلة ومحفوظة. لذلك لم يكن غريبا أن موقف الرئيس السيسى الحاسم ضد الإخوان وإزاحتهم من المسرح السياسى المصرى، دفعت رفعت السعيد لتأييده بقوة والوقوف بجانبه. وقد زاملت رفعت السعيد فى مؤتمر الشباب بشرم الشيخ فى أكتوبر 2016 ... وكان مرة أخرى نموذجا للمعارض الوطنى الملتزم بقضايا وطنه الأساسية. أما السمة الثانية التى ميزت رفعت السعيد فكانت بلا شك دأبه الشديد على الكتابة بعد أن حصل على الدكتوراه فى التاريخ المصرى الحديث، ومؤلفاته العديدة تثرى المكتبة المصرية والعربية، فضلا عن امتلاكه ذاكرة قوية وقدرة رائعة على الحكاية و السرد المشوق.رحم الله السياسى والمناضل والمفكر رفعت السعيد! 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رفعت السعيد رفعت السعيد



GMT 01:22 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

طهران ــ بيونغيانغ والنموذج المُحتمل

GMT 01:11 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

ماذا نريد؟

GMT 01:07 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

أكذوبة النموذج الإسرائيلي!

GMT 23:18 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

تنظيم العمل الصحفي للجنائز.. كيف؟

GMT 23:16 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأهلي في أحلام الفيفا الكبيرة..!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة

GMT 22:03 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

السبب العلمي وراء صوت "قرقعة الأصابع"

GMT 08:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

محلات flamme تعرض مجموعتها الجديدة لشتاء 2018

GMT 18:05 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

"مازدا" تطرح الطراز الجديد من " CX-3 -2017"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon