توقيت القاهرة المحلي 10:03:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سلطات الدولة

  مصر اليوم -

سلطات الدولة

بقلم : كريمة كمال

أمرت النيابة العامة بدمياط بحبس «سامى دياب»، معلم لغة عربية بمدرسة الشهيد جمال صابر الإعدادية المشتركة بدمياط- أربعة أيام على ذمة بلاغات متواصلة ضده بتهمة التنمر بـ«بسملة عبدالحميد». يذكر أن مباحث قسم شرطة ثان دمياط استدعت المعلم، وتم التحفظ عليه وإحالته إلى نيابة بندر دمياط، حيث خضع للتحقيقات التى استمرت خمس ساعات متواصلة.

وعلى صعيد آخر، انفجرت أزمة فستان الفنانة رانيا يوسف على مواقع التواصل الاجتماعى والعديد من الصحف والمواقع، وبسرعة لافتة للنظر تصاعدت الأزمة من مجرد «هرى» على السوشيال ميديا إلى بلاغات مقدمة ضد الفنانة من عدد من المحامين مطالبين بمحاكمتها، متهمين إياها بالفعل العلنى الفاضح والتحريض على الفسق والفجور وإغواء القصر بل طالبت بعض البلاغات بمنعها من السفر، ثم تصاعد الموقف بسرعة أكبر لتحدد محكمة جنح الأزبكية جلسة الثانى عشر من يناير القادم لنظر جنحة مباشرة ضد الفنانة.. وفى هذا السياق ترددت مناقشة البرلمان أزمة فستان «رانيا» فهل كل ما جرى على هامش قصة الفستان طبيعى أو منطقى أو مطلوب؟

رد الفعل هو شىء متوقع بل مفهوم فأن يتم التعليق على مواقع التواصل الاجتماعى على فستان رانيا وأن يتم الهجوم أو حتى الدفاع عنه- شىء ليس فقط متوقعا ومفهوما بل طبيعيا أيضا، ونفس الحال بالنسبة لموضوع تنمر الأستاذ بالتلميذة فهو يحتمل الرفض بل الإدانة والهجوم على المدرس وأدائه، لكن ما ليس مفهوما أو طبيعيا بأى حال من الأحوال هو أن يتم التصعيد من مجرد رد فعل يحمل رأيا أو رفضا إلى إجراءات قانونية فعالة وحاسمة.. التصعيد من مجرد رأى على السوشيال ميديا إلى تحرك جهات رسمية ليس فقط جهات رسمية عادية بل سلطات الدولة نفسها.. هنا يوجد خلط بين ما هو أخلاقى وما هو قانونى وهذا الخلط يتم من الدولة نفسها وسلطاتها التشريعية عندما يتدخل البرلمان ليناقش والقضائية عندما يتم تحويل المدرس إلى النيابة ليواجه التحقيقات أو يتم تحديد جلسة لمحاكمة «رانيا يوسف».

هنا سلطات الدولة تتدخل فيما هو بالضرورة أخلاقى أى نسبى خاضع للمناقشة والرفض لكنه ليس بحال من الأحوال خاضعا لتحرك سلطات الدولة، فالدولة لا تملك عصا أخلاقية تربى بها الناس، فالمساس بالأخلاق يستدعى الرفض، أى يستدعى موقفا من المجتمع وليس من الدولة، وتصرف المدرس مرفوض من المجتمع لأنه يتضمن تجاوزا أخلاقيا، وبالتالى الرد عليه يكون من المجتمع بإعلان رأيه فيما ارتكبه المدرس، والرفض المجتمعى هو العقوبة التى توقع على المدرس، أما الزج بالنيابة فى الموضوع فهو تصعيد مبالغ فيه وغير منطقى، فليس هذا هو دور النيابة وإلا لتدخلت فى مئات الحالات الشبيهة يوميا.

أيضا إدانة «رانيا يوسف» تتم على يد المجتمع.. موقف المجتمع ورأيه هو العقاب الحقيقى، أما تصعيد الأمور لتدخل النيابة والقضاء فهو تصعيد مبالغ فيه، فمثل هذه الحالات لا تستدعى تدخل الدولة ممثلة فى النيابة والقضاء، أى السلطة القضائية. من هنا نحن أمام تصعيد مخلّ، فسلطات الدولة ليست معنية بالتجاوزات الأخلاقية والسلطة القضائية تتدخل فيما هو جنائى فقط وليس ما هو أخلاقى.

هذا الخلط ما بين الأخلاقى والقانونى وحشر سلطات الدولة فى وقائع أخلاقية- فقد لبوصلة الدولة ودورها، وإذا ما ترسخ ذلك فسوف تتدخل الدولة فى عملية  تربية المجتمع وفرض القواعد الأخلاقية عليه باستخدام القواعد القانونية والآليات القانونية. ودعونا نتصور أن تتدخل الدولة فى خطأ مدرس فيكون المتوقع أن تتدخل فى مئات الأخطاء أو أن تتدخل فى ارتداء فستان كاشف فيكون عليها أن تفتش فى كل الفساتين، ثم تقرر ما هو لائق وما هو غير لائق.. الدولة هنا تصبح امتدادا لرد الفعل، وهو ما يجب أن يكون مرفوضا.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلطات الدولة سلطات الدولة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon