توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أي ثقافة تتحكم؟

  مصر اليوم -

أي ثقافة تتحكم

بقلم - كريمة كمال

هذه القصة يعرفها الكثيرون من «الفيسبوك» قصة «حنين سيد فؤاد الجنارى»، طالبة فى بكالوريوس سياحة وفنادق، كانت تعبر من باب كليتها لكن أمن الكلية أوقفها ومنعها من الدخول وقال لها: «فستانك قصير وما ينفعش تدخلى بيه الكلية».. البوست الموضوع على «الفيسبوك» يتضمن صورة حنين وهى ترتدى الفستان، وهو فستان عادى بنص كم ويصل إلى الركبتين.. الطالبة اعترضت وأوضحت لفرد الأمن أن لديها «بريزنتيشن» سوف تقوم بتقديمه يستدعى أن ترتدى شيئًا لائقًا، وذلك طبقًا لتعليمات القسم، وهو قسم دراسات متحفية.. المهم أصرت حنين على الدخول، وأصر الأمن على عدم دخولها حتى وصل الأمر إلى وكيلة الكلية التى رأت أن الأمن صح والفستان غير لائق لولا تدخل دكتور كبير قال إن الفستان لائق وجميل، بل إنه واجههم قائلًا: «عيب تكلموا البنت كده»، وتدخلت الدكتورة مارى التى ارتدت حنين الفستان لكى تقدم لها الـ«بريزنتيشن» واعتذرت لحنين، والمفروض أن الموضوع انتهى على كده.

الواقع أن الموضوع لم ينتهِ، فمثل هذه المواقف لا تحدث للمرة الأولى، ولن تكون بالطبع المرة الأخيرة.. وهو موقف يثير الكثير من التساؤلات.. أول هذه التساؤلات: هل من وظيفة الأمن أن يتدخل فى لبس الطالبات؟ إن فكرة لائق أو غير لائق فكرة تعتمد أساسًا على الخلفية الثقافية لمن يحكم، لكن ليس من دور الأمن أن يحكم على لبس الطالبة أثناء دخولها إلى الكلية.. دور الأمن ألا يسمح لمن لا ينتمى للكلية بالدخول إلى الكلية إلا إن كان هناك سبب وراء رغبته فى الدخول، وموافق عليه من أعضاء هيئة التدريس أو إدارة الكلية، أما لبس الطالبات فلا يخصه فى أى شىء، خاصة أن فرد الأمن قد يكون قادمًا من الأرياف ولا يستطيع أن يهضم فكرة ارتداء الفستان طالما لا يغطى الجسد كله.. إن تدخل الأمن فى الكثير من الأمور فى الكليات والجامعات قد جعل منه سلطة ترى أن من حقها التدخل فى كل شىء.. أما وكيلة الكلية فقد تكون ممن يرون أن على الطالبات الاحتشام وارتداء الملابس الفضفاضة والطويلة، بينما كان رأى الأستاذ الدكتور الكبير فى السن أن الفستان لائق وجميل، لأن هذا الأستاذ قد عاصر فى وقته عندما كان طالبًا فى الجامعة الطالبات يرتدين ملابس تمامًا مثل هذا الفستان، وكان هذا هو العادى جدًا، لذلك لم يَرَ فى الفستان ما لا يليق.

المشكلة الحقيقية هنا أنه لم تعد هناك ثقافة واحدة لمجتمعنا، ففكرة اللائق وغير اللائق تختلف من طبقة إلى أخرى، بل من حى إلى آخر داخل القاهرة نفسها.. وبالطبع فى المحافظات.. المشكلة الأكبر والأهم أن كل فرد فى مصر يُنصب من نفسه حكمًا على أى فتاة أو سيدة، بل ويُنصب من نفسه قاضيًا للحكم عليها، بل وقد يتصرف طبقًا لرأيه فيما ترتدى كأن يعنفها أو يرى أن من حقه أن يتحرش بها طالما هى ترتدى مثل هذا الزى.

هل سنظل نعانى من مثل هذه المواقف؟ هل نسينا قصة الطالبة التى ارتدت فستانًا داخل لجنة الامتحان بإحدى الكليات وقامت مراقبتان بتعنيفها، وتطور الموضوع حتى تدخلت إدارة الجامعة وأجرت صلحًا ما بين الطالبة والمراقبتين، وهكذا لم يتم حل الموضوع من أساسه بالإعلان عن أنه ليس من حق أحد التدخل فيما ترتديه الطالبات، وهكذا من الطبيعى جدًا أن يتكرر الأمر.. فما الذى سنفعله هذه المرة، هل نصمت أم أن الأمر يحتاج إلى تدخل على مستوى وزارة التعليم العالى، بحيث لا تتحكم فى الطالبات الثقافات التى لا تتفق مع ثقافاتهن؟.. وإن كان الأمر يجب أن يُناقش ليس على مستوى التعليم العالى فقط، بل على مستوى المجتمع المصرى كله

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي ثقافة تتحكم أي ثقافة تتحكم



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt