توقيت القاهرة المحلي 10:04:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طرد المرضى

  مصر اليوم -

طرد المرضى

بقلم: كريمة كمال

كتب خالد وليد الصناديلى بوست على الفيس بوك يقول فيه «قبل ما أشتغل فى إنجلترا كنت شغال فى مستشفى العباسية للصحة النفسية فى مصر، ودى تعتبر من أكبر وأقدم مستشفيات الصحة النفسية، مش بس فى مصر، يمكن فى العالم، المستشفى كان ملجأ للمرضى النفسيين فى مصر، خصوصًا من الطبقات الفقيرة اللى ماتقدرش تتحمل مصاريف العلاج النفسى، سواء عيادات خارجية أو حجز فى المستشفى، ورغم الإمكانيات البسيطة والميزانية التعبانة كانت بتساهم فى علاج كتير من المرضى اللى ملهمش مكان تانى يروحوله، وده بأسعار رمزية، زى جنيه واحد للتذكرة وحجز مجانى أو بثلاثة آلاف جنيه فى الشهر للحجز الاقتصادى فى مقابل أن أقل حجز فى مستشفى خاص كويس كان ممكن يوصل لعشرة أضعاف السعر ده.. اتفاجئت امبارح بقرار غريب، وأكيد مش مدروس، لإن بدقيقة تفكير واحدة هتعرف إن ده هيأدى لمهازل، القرار هو إن مفيش حجز مجانى، ودلوقتى بقى أقل حجز بأربعة آلاف جنيه وخمسمائة فى الشهر، ويصل إلى أحد عشر ألفا وخمسمائة فى الشهر، فى حين أن العيان أصلا مكنش قادر يدفع جنيه تمن التذكرة!. تخيل معايا مريض ذهان خطر على نفسه وعلى غيره وبكل الأبحاث العالمية محتاج يتحجز فورا وتقول لأهله هاتولى أربعة آلاف أو حداشر ألفا وخمسمائة ونحجزه مفيش مشاكل فى وقت اللى كل دول العالم بتشوف إن الصحة النفسية حاجة ضرورية ومجانية تماما لما تمثله من خطورة على حياة المريض نفسه وعلى الآخرين.. أنت بقى جاى مش بس تخليها بفلوس، لا ده أنت مخليها بأسعار مستحيلة لأغلب الناس اللى بتيجى المستشفى، كإنك بتقولهم لو مش معاك فلوس خليك عيان، ربنا معاك بقى.. الصحة النفسية فى مصر رايحة فى طريق وحش أوى لو القرار ده ماتراجعش عنه فى أقرب وقت.. الصمت خطر والسكوت معناه إننا بنشارك فى انهيار ما تبقى من الرعاية النفسية فى مصر».

هذا الطبيب يعلم تفاصيل ما يجرى فى مستشفى الصحة النفسية فى العباسية، كما أنه يعرف جيدا نوعية المرضى وطبقاتهم الاجتماعية وظروفهم الاقتصادية، كما يعلم جيدا أن مريض الذهان مثلا يجب حجزه فورا لأنه خطر على نفسه وعلى الآخرين فهل يحول دون حجزه النقود التى لا يملكها أهله فنتركه للشارع أو لعائلته ليرتكب جريمة دون أن يدرى ماذا هو فاعل نتيجة لحالته؟.

علمت من طبيبة بالمستشفى أن رئاسة الوزراء أرسلت للمستشفى تسأل عن الأسعار المقترحة لرفع الرسوم والتذكرة والعلاج والحجز فردت إدارة المستشفى برفض رفع الأسعار لأن المرضى لن يتحملوها لكن القرار بالرفع صدر وهكذا جاء الأهالى بمرضاهم ورحلوا بهم دون أن يتم حجزهم أو علاجهم مع العلم أن الأسعار الجديدة هى فى مقابل الحجز والطعام فقط دون العلاج والفحوصات، فمن أين يأتى الأهالى بكل ذلك لمريض هو أصلا عاجز عن العمل والمكسب.. حتى عيادة الأطفال بالمستشفى كان الأهالى يأتون بأطفالهم ويرحلون دون علاجهم لأنهم لا يملكون المطلوب للعلاج.

لى صلة قوية بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية فمنذ زمن طويل أجريت حملة صحفية داخل المستشفى تحولت فيما بعد إلى كتاب بعنوان «السرايا الصفرا» وعرفت فى هذه الحملة الكثير عن المستشفى والمرضى فيها ولا أنسى عنبر الذهان، حيث كان المرضى الخطرون على أنفسهم وعلى الآخرين، وعندما قرأت بوست الطبيب تذكرت هذا العنبر بالذات رغم مرور السنوات الطويلة، وتخيلت أن يتم طرد هؤلاء إلى البيوت أو الشوارع، وما يمثله من خطورة شديدة، فكيف اتخذ هذا القرار ومن الذى اتخذه؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرد المرضى طرد المرضى



GMT 10:04 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

اصنعوا المال لا الحرب

GMT 09:57 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

توسعة الميكانيزم... هل تجنّب لبنان التصعيد؟

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt