توقيت القاهرة المحلي 08:30:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاعتراف بالخطأ

  مصر اليوم -

الاعتراف بالخطأ

بقلم: كريمة كمال

لم يمضِ على واقعة الشباب الذين طاردوا البنات حتى تسببوا فى أن يصطدمن بسيارتهن فى سيارة نقل مما تسبب فى تدمير السيارة وإصابة البنات إصابات بليغة.. لم يمض على هذه الواقعة الكثير وربما ما زالت التحقيقات فى الواقع جارية لكننا لم نزل نتذكر أن هؤلاء الشباب قد أنكروا تمامًا أنهم لاحقوا الفتيات بسيارتهم حتى تسببوا فى الحادث بل ألقوا التبعة على الفتيات فقالوا إنهن كن يرتدين ملابس غير لائقة بل إن عائلاتهم ادعوا أن الفتيات كن قد تفاعلن مع مغازلتهم لهن وكانت كل أقوالهم تلقى بالتبعة على الفتيات رغم ان الفيديو يكشف المطاردة بشكل واضح تمامًا.

ثم جاءت واقعة «عائشة» و«لوجين» حيث سرقت لوجى الباسوورد الخاص بعائشة وقامت بتغيير رغباتها بتنسيق القبول بالجامعات من طب إلى علوم لتمنعها من تحقيق حلمها بدافع الغيرة والحقد رغم أن الفتاتين كانت تقيمان معًا فى حجرة واحدة بالداخلية لمدة ثلاث سنوات تأكلان معًا وتشربان معًا وتستذكران معًا لكن الحقد دفعها لهذا رغم هذه الصداقة الحميمة جدًّا.. لكن الفارق كبير بين واقعة الشباب وجريمتهم وبين ما ارتكبته «لوجين» حيث إنها بعد أن فعلت هذا شعرت بالندم وأطلعت والدها ووالدتها بما فعلت فقاما بالاتصال بـ جروب الآباء حيث توصلوا إلى والد عائشة وأطلعوه عما ارتكبته ابنتهم فتواصل مع وزارة التعليم العالى التى قامت بإصلاح ما جرى وأعادت الطب لرغبات عائشة.. لقد شعرت لوجين بالندم فأخبرت والديها وهذا موقف جيد رغم الخطأ الفادح الذى ارتكبته فكان يمكنها أن تصمت وتخفى الأمر خوفًا من اللوم أو العقاب، خاصة أن عائشة عندما قيل لها إن صديقتها يمكن أن تُسجن أُغمى عليها من الصدمة الشديدة رغم أنها كانت ستدمر مستقبلها لو لم تعترف، أما موقف والدى لوجين فهو موقف رائع حيث إنهما لم يخافا ما يمكن أن يحدث لابنتهما إذا ما هما قد أبلغا والدى عائشة اللذين من المؤكد أنهما سيحاولان إصلاح ما قامت به لوجين، وأن هذا سيعرضها للعقاب لكن والدى لوجين قررا أن تتعلم ابنتهما درس الاعتراف بالخطأ وأن ينقذا عائشة من أن تفقد فرصتها فى دخول كلية الطب التى سعت ووصلت لها.

هناك فارق شاسع بين واقعة الشباب والمطاردة وما قامت به لوجين، فالشباب أصروا على إلقاء التهمة على الفتيات المصابات وحاولت عائلاتهم التوصل مع أهالى الفتيات وعرضوا عليهم إصلاح السيارة فى مقابل التنازل عن أقوالهن فى محضر التحقيقات، وهو ما لم توافق عليه أسر الفتيات اللائى كانت إصاباتهن شديدة وما ارتكبه الشباب لا يمكن أن يمر دون عقاب.

أهل عائشة تنازلوا حتى لا يوقع أى عقاب على لوجين لأن موقف أهلها كان موقفًا جيدًا جدًّا، ولولاهم ما استطاعت عائشة أن تكتشف ما حدث فى التلاعب فى رغباتها ولما قامت الوزارة بتعديل الرغبات.. هاتان الواقعتان تدلان على الاعتراف بالجرم والندم وليس الإصرار على إلقاء التهمة على الضحايا، فالشباب أساءوا لسمعة البنات «لينفدوا بجلدهم» من المحاسبة وهو تصرف شديد السوء كما أنه يشكل نفس المنهج الذى يتخذ ضد الفتيات للإفلات وهو أنهن كن يرتدين ملابس مكشوفة وسيئة وكأنما هذا مبرر لعدم محاسبتهم عما ارتكبوا ضد الفتيات من مطاردة أرعبتهن لحد البكاء حتى وقع الحادث. هذا هو المنهج الذى يُستخدم دائمًا ضد أى امرأة أنها ليست ضحية بل هى السبب، نتيجة ما ترتديه من ملابس. ما ارتكبه الشباب من جرم ألقوه على الضحية؛ بينما ما ارتكبته لوجين من جرم حاولت العودة عنه وآزرها والداها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتراف بالخطأ الاعتراف بالخطأ



GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt