توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صراع المواقع

  مصر اليوم -

صراع المواقع

بقلم: كريمة كمال

توالت الأخبار فى الأيام الماضية حول قوافل أتت من كل حدب وصوب للوصول إلى حدود غزة لتأييد الغزاوية فيما يتعرضون له من تدمير، والواقع أنه ليس تدميرا فقط، بل تطهير عرقى للتخلص من الغزاوية بضربات متلاحقة حتى تقضى عليهم بالمزيد من القتلى والشهداء، ولدفعهم للرحيل عن أرضهم لتستولى إسرائيل عليها أو يحولها ترامب إلى رفييرا الشرق، كما أعلن صراحة. جاءت القوافل من أوروبا عبر المطارات أو من ليبيا عبر الحدود الغربية أو من تونس.. ووصلت كل هذه القوافل إلى كل الحدود ومنعت السلطات المصرية دخول القوافل من باب الحرص على تأمين البلاد، وهنا انفجرت التداعيات على مواقع التواصل الاجتماعى من يؤيد القوافل ويحييها ويطالب بدخولها ومن يخون هذه القوافل ويشكك فى نواياها، وتحولت مواقع التواصل إلى صراع دائر ما بين هؤلاء وتلك، بينما توالت أخبار هذه القوافل وكيف تم منعها وصور وأخبار عن هذه القوافل عبر كل الحدود.

المشكلة لم تكن فقط بأخبار وصور القوافل ومحاولتها الدخول والوصول إلى حدود غزة، المشكلة الحقيقية كانت فى الصراع الذى دار ما بين من يؤيد هذه القوافل ومن يرفضها ويطالب بترحيلها، فقد تحول الأمر إلى حالة تخوين من الذين يرفضون دخول القوافل ومن يؤيدونها.. رغم أن الأمر فى النهاية ليس خيانة بل وجهة نظر، فمن يؤيد دخول القوافل يرى أنها تؤيد غزة فى محنتها القاسية ويريد أن يشارك فى هذا التأييد ومن يتخوف من هذه القوافل يرى أنها يمكن أن تكون ضارة بالأمن القومى المصرى، وهى وجهة نظر الدولة المصرية التى تتخذ قرارها بشكل رسمى، ومن هنا يكون الأمر محل نقاش، وليس محل صراع وتخوين، لكن الأمر خرج عن تبادل وجهات النظر إلى حالة تخوين حادة جدا وتشكك فى وطنية كل من وقف مع القوافل من باب تأييد غزة فى محنتها القاسية.

الأمر تطور أكثر من هذا بكثير، حيث أيدت الفنانة التونسية هند صبرى القافلة التى وصلت من تونس وهنا فوجئت بمن يطالب بترحيل هند صبرى من مصر بسبب تأييدها للقافلة التونسية، وكأن من يطالب بترحيل هند صبرى قد امتلك البلد، ويملك أن يطالب بترحيل من يريد ترحيله، وقد رأى البعض أن هذه المطالبة نوع من تشويه صورة هند صبرى والنيل منها كنجمة.. المشكلة فى مثل هذا الصراع الدائر على مواقع التواصل الاجتماعى أنه يخرج عن كونه مناقشة لأمر سياسى وتحرك شعبى إلى صراع تخوين ما بين الطرفين يخرج به عن المفروض أن يحدث، وهو أن يخضع الأمر للمناقشة وتبادل وجهات النظر وليس بالتخوين وإلقاء الاتهامات، بل والمطالبة بالترحيل عن البلاد.

لقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى مجال للصراع وتبادل الاتهامات وقضية القوافل المؤيدة لغزة تفضح حال مواقع التواصل الاجتماعى وتكشف ما يختبئ خلفها من نوايا قد يكون الهدف منها هو النيل من أحدهم أو حتى أن يصل الأمر إلى التخوين أو المطالبة بالترحيل.. هناك إحساس من التعليقات المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعى أنها حرب دائرة بشدة كل يريد النيل من الآخر وتشويهه والإساءة إليه، وهى حال تثير الكثير من الحزن والقلق مما يدور فى المجال العام، وكأنما الحرب الدائرة ما بين إسرائيل وطهران لا تكفى، فتدور حرب أخرى على مواقع التواصل الاجتماعى، حرب تشويه وتخوين، كل يريد النيل من الآخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صراع المواقع صراع المواقع



GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 11:03 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 10:58 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 10:51 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 10:48 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

GMT 10:27 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt