توقيت القاهرة المحلي 23:55:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفُجر فى الخصومة

  مصر اليوم -

الفُجر فى الخصومة

بقلم : كريمة كمال

فى تصريح له فى لقاء استضافته «المصرى اليوم» قال «إسماعيل هنية»، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس: «قطاع غزة مصدر حماية لأمن مصر القومى»، يأتى هذا بعد أن تغيرت طبيعة العلاقات ما بين مصر وحركة حماس، وتكررت زيارات حماس لمصر، ضمن وساطة مصر للتصالح ما بين «فتح» و«حماس».. كيف يمكن أن ننظر إلى هذه التصريحات، بل كيف يمكن أن ننظر إلى كل تلك الزيارات المتكررة من حماس إلى مصر، وفى المقابل زيارات الوفود المصرية لحماس، ضمن إطار الوساطة المصرية ما بين الفصائل الفلسطينية؟

أتساءل: كيف ننظر إلى هذه العلاقات التى تبدو دافئة، والذاكرة لم تُسقط بعدُ كل ما كان يقال فى الإعلام المصرى عن حماس ودورها ضد مصر؟!

لا أحد ينسى كيف كان الإعلام المصرى يوغل فى الهجوم على حماس، ويتهمها بكل التهم، منذ أن كانت التهم تدور حول دور حماس المزعوم فى ثورة يناير إلى الأنفاق واستغلال حماس لها لتهريب السلاح والإرهابيين إلى أرض مصر.

كل ما استقر من الخطاب الإعلامى المصرى ضد حماس أنها بكل الأشكال تهديد للأمن القومى المصرى.

فى الخطاب الإعلامى المصرى كانت حماس هى العدو الذى يجب علينا أن نحذره. والآن جرت الأيام، وتغيرت الأوضاع، وصار إسماعيل هنية يقول إن غزة مصدر حماية لأمن مصر القومى، وتتصدر تصريحاته تلك صفحات الصحف المصرية، أى تتصدر الإعلام المصرى.

المشكلة هنا- كما قلت- أن كل ما جاء فى الإعلام المصرى ضد حماس لم تسقطه الذاكرة، ومازال حياً فيها ينبض، فكيف يتقبل المتلقى الخطاب الحالى الذى يصور حماس مصدر حماية للأمن القومى المصرى، بينما خطاب الهجوم عليها وتصويرها كعدو مازال حيا لم يمت؟

المشكلة الحقيقية هنا أن الخلافات السياسية واردة بين الدول، لكن الوارد أيضا أنه لا شىء ثابت فى العلاقات السياسية بين الدول، وأنها تشهد مدًا وجزرًا واتفاقًا واختلافًا وعداءً وصداقةً، وعدو الأمس صديق اليوم، فالعلاقات السياسية متغيرة، لذا فالدبلوماسية ما بين الدول تلعب دورها بحرص فى التعامل مع المواقف باختلافها وانقلاباتها، أما الإعلام- بالذات إعلامنا- فيلعب دوره بشكل آخر تمامًا.

الإعلام المصرى يلعب دوره فى الخلافات السياسية بيننا وبين الدول بطريقة المعركة الصفرية، فما إن يلوح أن هناك خلافًا ما حتى ينطلق الإعلام لينال من الدولة الأخرى بصفتها الخصم الدائم، ويذهب فى هذا الاتجاه إلى أقصى الدرجات الممكنة، بحيث يصبح التراجع عن هذا المدى أمرًا صعبًا، بل مستحيلًا، فالإعلام يبالغ فى الهجوم، ويصور الدولة الأخرى بصورة العدو الدائم، بل يشيطنها، ويشيطن أفعالها، ويحيك القصص العديدة المختلفة حول دور هذه الدولة فى استهداف مصر ومحاولة النيل منها.

هل نسى أى منا كل ما صرخت به برامج التوك شو عن مؤامرات حماس ضد مصر؟

فى العلاقات السياسية عدو الأمس صديق اليوم، أما الإعلام فهو شىء آخر تمامًا، هو صورة يتم تجسيدها، ويصعب محوها.. وهذا الأمر ليس مقصورًا على الإعلام وحماس، فلنا فيما لعبه الإعلام من دور فى الأزمة مع السودان دليل على الدور الذى يلعبه الإعلام فى الأزمات السياسية مع الدول، ولا أعتقد أن هذا ينطبق على أى إعلام، فهو فقط ينطبق على الإعلام المصرى الذى يَفْجُر فى الخصومة إلى حد قطع كل الأواصر والروابط، ويصبح السؤال:

ما الذى يمكن أن يفعله هذا الإعلام إذا ما تغيرت الظروف، وأصبح عدو الأمس صديق اليوم؟

هل ينقلب الإعلام ليحيى الصديق أم يلزم الصمت؟!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفُجر فى الخصومة الفُجر فى الخصومة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon