توقيت القاهرة المحلي 21:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

اعترافات ومراجعات (36).. أزمتِي مع التكنولوجيا

  مصر اليوم -

اعترافات ومراجعات 36 أزمتِي مع التكنولوجيا

بقلم - مصطفي الفقي

ما دمنا فى مطلع عامٍ جديد، فقد تكون الاعترافات ذات طبيعة ترتبط بالواقع والعلاقة بين الأجيال التى يشعر بها المرء عندما تتقدم به سنوات العمر، إذ يدرك أن الهوة تتسع بينه وبين الأجيال الجديدة، خصوصًا فى مجالات التكنولوجيا، بل تحديدًا تكنولوجيا الاتصالات. وقديمًا قالوا: إن المرء عدو ما يجهله، وهذه حقيقة يصعب تجاهلها. ولقد كانت علاقتى بالآلات وتكنولوجيا الحركة مشوبة دائمًا بكثير من الحذر، فأنا أقود سيارة منذ مطلع شبابى لكننى لم أتمكن من قيادة دراجة طوال حياتى.

كما أننى كنت فى سن صغيرة عداءً سريع الحركة ولكننى لا أجيد السباحة، وأتذكر عندما كنا ملحقين جددا بمعهد الدراسات الدبلوماسية أننى لم أكن متحمسًا للتعامل المباشر مع الآلة الكاتبة، وظلت هذه الأزمة التاريخية فى حياتى تراودنى حتى اليوم، بل لقد اتسعت دائرتها وظهرت آثارها كلما برزت موجات جديدة فى تكنولوجيا المعلومات وعالم الاتصالات.. وعلى سبيل المثال فإن ظهور الدور المتزايد للسوشيال ميديا قد جعل الهوة تتسع بينى وبين المتعلقين بها والمهتمين بالتطور التقنى لهذا العالم الجديد الذى أثّر تأثيرًا كبيرًا فى حياتنا.

ولأننى تقليدى ولست تجديديًا، ولأننى إصلاحى ولست ثوريًا، فقد استسلمت للأساليب التى تعودت عليها فى قراءة الصحف الورقية والكتب التراثية وابتعدت دائمًا عن المضى وراء الآليات الجديدة والحصول على المعلومات المتدفقة، مستعيضًا عن ذلك بمن يأتينى بخلاصة المنشور يوميًا على نحو لا ينال من العلاقة الحميمة بينى وبين كل ما هو ورقى. ولعلى أعترف هنا بأننى قد دفعت ثمنًا لذلك النقص الذى أقر به، بل أستسلم له.

ولقد واجهت مؤخرًا مشكلة سخيفة وأنا أرى مواقع السوشيال ميديا تشير إلى حديثٍ تلفزيونى لى لم أشاهده شخصيًا حتى الآن ولم أراجع محتواه قبل إذاعته كما كان متفقًا عليه، ولقد أصابنى من ذلك حرج شديد لم يكن له مبرر لو أن تعاملى مع الأمور كان تكنولوجيًا بحتًا من البداية بدلًا مما حدث، ولا أجد غضاضة فى أننى دائم البحث عن أحد أحفادى ليتعامل مع إحدى مشكلات التليفون النقال أو المساعدة فى فك رموز إحدى الرسائل التى لا بد أن أستعين فيها بمن يملكون مفاتيح تكنولوجيا العصر بتطورها السريع وتقدمها الكاسح. ويدهشنى كثيرًا.

بل ويثير إعجابى ويشعرنى بدرجة من الطمأنينة أن ألاحظ براعة صغار السن من الأجيال الوافدة على مسرح الحياة وهم يجيدون التعامل مع التكنولوجيا الجديدة ببراعة تثير الانبهار وتدعو للإعجاب، ولعل تراجع قراء المادة الورقية - صحفًا وكتبًا - هو دليل على اتساع المسافة بيننا وبين التطورات الحديثة على نحوٍ يجعل اللحاق بها أمرًا يحتاج إلى مثابرة وصبر وقبول بالتعلم فى أعمار متقدمة، ولا بد أن أعترف هنا أننى سمحت للموجات الأخيرة فى تكنولوجيا الاتصالات بأن يتجاوز قطارها محطتى الثابتة، إذ كنت أقارن دائمًا بين جدوى التعلم واكتساب الخبرة وحيازة المهارة فى هذا الشأن وبين ما بقى من عمر لا يملك الإنسان التفاؤل معه، إذ إن قطار الحياة السريع قد وضع حدًا للأعمار مهما كانت درجات الرعاية الصحية والاهتمام الشخصى.

ولا بد أن أعترف مرة أخرى بالتقصير من جانبى فى اللحاق بركب الأساليب الحديثة فى التعامل مع معطيات الكمبيوتر ولوازم التليفون المحمول، إذ إننى أعرف أصدقاءً لى، يحمل كل منهم مئات الكتب باللغات المختلفة فى ذلك الجهاز الصغير، وهو (الموبايل) الذى نضعه فى جيوبنا بلا وعى أو اهتمام.. وما أكثر الوفورات التى حققها الاهتمام المبكر بتكنولوجيا المعلومات ومصادرها المتعددة وأساليب التعامل معها فى عصر فاقت فيه الطرق الجديدة كل معطيات الماضى وكشوفه، حتى قيل إن ما حققته البشرية فى الخمسمائة عام الأخيرة يفوق كل ما حققه الإنسان فى الآلاف الخمسة السابقة عليه!.

ويهمنى أن أصرح مباشرة بأننى أكتب مقالاتى إملاءً، ولا أستخدم يدى فى الكتابة إلا ما ندر.. إنها قوانين الحياة ومقتضيات العمر وطبيعة التطور، وأعترف فى النهاية بأننى أضعت فرصًا للتعليم والتدريب فى مجالات التواصل الحديث، وأعترف أيضًا بأن جزءًا كبيرًا من أسباب التقاعس من جانبى ليس له مبرر إلا فوات الفرصة وتقدم العمر والرضا النسبى بما تحقق لى فى مسيرة الدنيا ورحلة الحياة. وهنا أقول مرة أخرى، إننى لست عدوًا لما أجهل، ولكننى أصبحت أسيرًا للهاث وراء المعرفة البعيدة والرؤية الشاملة والاختراقات اليومية فى عالم الميديا والتواصل، رغم النتائج السلبية أحيانًا لبعض مواقعها واجتزاء جزء من كل فقرة من موضوع أو كلمة من جملة.

وهنا أقول مرة أخرى: لابد من ترشيد نظرتنا، وتكثيف وعينا، وتعزيز روح الإلهام المستمد من سيل المعلومات المتدفق؛ تعزيزًا للحرية، وتدعيمًا للمشاركة، واعترافًا بقيمة العلم وآثاره الباقية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعترافات ومراجعات 36 أزمتِي مع التكنولوجيا اعترافات ومراجعات 36 أزمتِي مع التكنولوجيا



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt