توقيت القاهرة المحلي 08:38:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان

  مصر اليوم -

عيون وآذان

جهاد الخازن
كانت حسناء ذات بهاء ورواء ثم هرمت وسمنت وترهّلت وتغضّنت، وبقيت تتدلع وتتصنع كأنها صبية فتية. ماذا نقول في مثلها اليوم؟ نقول انتهت الصلاحية، فهي مثل زجاجة لبن (زبادي) تجاوزت تاريخ الاستعمال. الكلام هذا يفي بالغرض، غير أنهم قديماً لم يعرفوا «الصلاحية» أو «الكولسترول»، وإنما تركوا لنا شعراً جميلاً أو ظريفاً يعبِّر عما تعبر عنه لغة العصر. قرأت أيام كنت طالب أدب: لم تفتها شمس النهار بشيء / غير أن لا بقاء للإنسان ومثله: أنت نعم المتاع لو كنت تبقى / غير أن لا بقاء للإنسان وأجمل مما سبق: وإذا أتوك وقالوا إنها نصف / فإن أطيب نصفيها الذي ذهبا (المقصود بالنصف أنها في منتصف العمر). وبالمعنى نفسه: كثوب يماني تقادم عهده / ورقعته ما شئت في العين واليد وحاول الشاعر أن يروّج لنفسه مع مَنْ يحب فقال: يا عزّ هل لك في شيخ فتي أبداً / وقد يكون شباب غير فتيان وكان غيره أكثر صراحة فقال: إذا ما أعرضن الفتيات عني / فمَنْ لي أن تساعفني عجوز كان مجامع اللحيين منها / إذا حسرن عن العرنين كوز (يتحدث عن انتفاخ أسفل بطنها كآنية). الفرزدق كان شيخ قومه، إلا أنه كان سفيهاً، وبعض شعره ظريف جداً، إلا أنه لا يصلح للنشر، وهو قال يوماً بعد أن أسنّ عن زوجته: أنا شيخ ولي امرأة عجوز / تراودني على ما لا يجوز أقول إن البقية لا تصلح للنشر. ربما كان ابن الرومي أكثر فجوراً في هجائه من الفرزدق، فهو هجا أكثر مَنْ عاصرهم، وبعضهم كان مدحه قبل ذلك. وله في أبي حفص الوراق والمغنية شنطف ما يملأ ديوان شعر من حجم متوسط. قال في شنطف: خفّاضة الرأس ولكنها / لرجلها والردف رفّاعة وقال أيضاً: شنطف يا عوذة السماء والأرض وشمس النهار والقمر إن كان إبليس خالق بشرا فأنت عندي ذلك البشر صوّرك المارد اللعين فأعطته يداك مقابح الصور (العوذة: الرَّقية). ولعل ابن الرومي هجا هذه المغنية على كل حرف من حروف الهجاء، إلا أنني أكتفي أدباً بما سبق. هو هجا مغنية أخرى اسمها كنيزة فقال: شاهدت في بعض ما شاهدت مسمعة / كأن يومها يومان في يوم لها غناء يثيب الله سامعه / ضعفي ثواب صلاة الليل والصوم أقول إنه فاجر داعر يقضي ليله في المواخير ثم يشكو، ويدين نفسه مع مغنيات زمانه. شيخ من الأعراب شكا مثله، إلا أنه لزم الأدب فقال: عجوز ترجّي أن تكون فتية / وقد لجب الجنبان واحدودب الظهر تدس إلى العطار سلعة بيتها / وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر وجاؤوا بها قبل المحاق بليلة / فكانت محاقاً كله ذلك الشهر أظرف مما سبق وأصدق قول أحدهم: وقالوا ما نكحت فقلت: خير / عجوزا من عرينة ذات مال نكحت كبيرة وغنمت مالا / كذلك البيع مرتخص وغال أبو نواس كان مثقفاً جداً رغم تهتكه وظريفاً، سُمْعَتُه تتحدث عنه فأختتم به: الحمد لله اني / على حداثة سنّي فقت المحبين طرا / ببعض ما شاع عني. "الحياة"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان عيون وآذان



GMT 08:38 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مصر في مواجهة سيناريو «العبور بلا عودة»

GMT 08:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مَن يلقى سلاحه يُقتل

GMT 08:24 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 08:21 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

كارثة وفاة سباح الزهور

GMT 08:19 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

عبد الوهاب المسيرى.. بين عداء إسرائيل والإخلاص للوطن

GMT 20:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 11:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 11:05 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt