توقيت القاهرة المحلي 17:06:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عيون وآذان (سورية من دون «ايجابية»)

  مصر اليوم -

عيون وآذان سورية من دون «ايجابية»

جهاد الخازن

ثمة حقائق واضحة، الرجال (المقصود الناس) ولدوا متساوين والخالق منحهم حقوقاً ثابتة بينها الحياة والحرية وطلب السعادة.
ما سبق ربما كان أشهر كلمات في إعلان الاستقلال الأميركي في 4/7/1776، وقد كتبت عن مؤشر السعادة الشهر الماضي، وكيف أن حكومة بوتان جعلته أساس سياستها إزاء شعبها. وأعود إلى الموضوع اليوم من زاوية أخرى هي استطلاع عن «الإيجابية» بين دول العالم.
ربما ما كنت طرأت الموضوع أو طرقت بابه لولا أنني وجدت أن سورية في نهاية قائمة تضم 138 دولة، بل أن سورية كانت الدولة الوحيدة التي تقل نسبة «إيجابية» شعبها عن 50 في المئة، وتشاد قبلها بنسبة إيجابية تبلغ 52 في المئة. أما سورية فلها 36 في المئة فقط.
هل نلوم السوريين؟ المصائب التي توالت عليهم في السنوات الأخيرة تهدّ الجبال، ولا سبب منطقياً يجعلني أتوقع أن تنتهي الحرب الأهلية غداً، فكلّ من طرفي القتال مصرّ على إلحاق هزيمة بالطرف الآخر، وأجد هذا مبرراً لسلبية السوريين، فقد سمعت أن السوري يبتسم إذا سمع صوت انفجار برميل متفجر، لأن سماعه الصوت يعني أنه نجا. الاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب العالمية، وهي وجدت رغم حروب ونزاعات تلف العالم أن سبعة من كل عشرة بالغين حول العالم عندهم أسباب للاستمتاع بحياتهم والضحك والابتسام والراحة والشعور بأنهم يعاملون باحترام. وقال 51 في المئة أنهم يجدون شيئاً مفيداً يعملونه قبل انقضاء النهار.
أول عشر دول في استطلاع الإيجابية كانت على التوالي باراغوي ثم بنما وغواتيمالا ونيكاراغوا وإكوادور وكوستاريكا وكولومبيا والدنمارك وهندوراس وفنزويلا. وكما يرى القارئ فالشعوب الإيجابية أكثر من غيرها، أو المرتاحة، من أميركا اللاتينية باستثناء الدنمارك، ولا عجب في ذلك فهم يغنون ويرقصون وينسون.
الإمارات العربية المتحدة في المركز 15، وهو أعلى مركز عربي، ووجدت أن البحرين والكويت والمغرب في الربع الأول من الاستطلاع، وأن الأراضي الفلسطينية والعراق في النصف الأول.
المملكة العربية السعودية في النصف الثاني من الاستطلاع إلا أن نسبة إيجابية شعبها تظل عالية فهي 72 في المئة، وبعدها مصر و58 في المئة ولبنان وتونس و56 في المئة لهما، واليمن 55 في المئة، والمركز الأخير لسورية.
وهكذا فالعراقيون أكثر إيجابية من السعوديين، وبما أن مؤسسة غالوب موثوقة فالتفسير الوحيد الذي طلعت به هو أن العراقيين لا يقرأون الأخبار وأن السعوديين يقرأون أخبار بلدان أخرى ويركبهم الهمّ.
في المقابل لم أجد غرابة أن تحتل الإمارات أول مركز عربي في الاستطلاع فهي تتقدم بشكل تحسد عليه فعلاً. والكويت والبحرين والمغرب تشترك في إيجابية بنسبة 75 في المئة، فأقدر جهد الملك محمد السادس ورئيس الوزراء عبدالإله بن كيران في بلد من دون دخل نفطي يساعده.
لم أر الجزائر والسودان في الاستطلاع فلعل المواطنين فيهما اختلفوا مع القائمين على الاستطلاع لأن هؤلاء يحشرون أنوفهم في شؤون غيرهم ويسألون أسئلة فضولية.
ربما كان أغرب موقع في الاستطلاع أن تحتل إيران المركز 71 ونسبة إيجابية 63 في المئة، فالاستطلاع تزامن مع قراءتي أخباراً مصدرها إيران عن اعتقال أربعة شبان وثلاث صبايا بتهمة السعادة، فقد كانوا يرقصون على أنغام أغنية غربية هي «سعيد» للمغني فاريل وليامز. الموضوع قد لا يبدو مهماً في إيران، غير أن وسائل الإعلام العالمية تابعته بحماسة، وتدخلت جماعة مراقبة حقوق الإنسان مطالبة بالإفراج عن المعتقلين، فربما كان هذا سبب تعجيل السلطات الإيرانية بالإفراج عنهم.
في إيران السعادة ممنوعة، ولكن الهمّ والغمّ على قفا مين يشيل.
"الحياة"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان سورية من دون «ايجابية» عيون وآذان سورية من دون «ايجابية»



GMT 16:07 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

بلينكن يعظ!!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

احتجاجات أمريكا ودلالاتها

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أن تُصلح الفساد بالأفكار

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

GMT 02:46 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الانهيار المخيف

GMT 02:44 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

نكبة مستمرة... وقضية مُختطفة

GMT 02:41 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

حكومة أخنوش: حصيلة نصف الولاية

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon