توقيت القاهرة المحلي 02:18:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقارب «ترامب» مع أنقرة وتسويته مع طهران ضدنا!

  مصر اليوم -

تقارب «ترامب» مع أنقرة وتسويته مع طهران ضدنا

بقلم : عماد الدين أديب

يخطئ من يعتقد فى 3 أمور تتعلق بشكل وسياسات الإدارة الأمريكية تجاهنا فى حال فوز «ترامب»:

الخطأ الأول: أن فوز «ترامب» سيؤدى إلى تسوية مع إيران، ستؤدى فى النهاية إلى تخفيض مستوى التهديد الإيرانى للاستقرار الداخلى والأمن الإقليمى للمنطقة.

الخطأ الثانى: أن الحاجة التركية الحالية للدعم الأمريكى فى الصراع العسكرى حول إدلب ستجعل رجب طيب أردوغان «تحت السيطرة»، بل على العكس سوف يؤدى ذلك إلى مزيد من حماقاته فى سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط.

الخطأ الثالث فى الفهم: أن «ترامب» فى فترته الرئاسية الثانية سيكون أكثر دعماً لدول الاعتدال العربى (السعودية - الإمارات - مصر)، بل سيكون أكثر سعياً إلى إطفاء توترات المنطقة لصالح (إيران - تركيا - قطر).

باختصار مباشر ومؤلم، نقول إنه إذا كان التوتر الحالى بين موسكو وأنقرة لصالحنا، فإن التقارب الأمريكى مع أنقرة، واحتمالات التسوية مع إيران ستكون ضدنا.

شروط أى صفقة أمريكية مع تل أبيب أو أنقرة أو طهران لا مكان فيها للمصالح العربية، لكنها تسعى -حكماً- لمراعاة المصالح الأمريكية الثابتة فى المنطقة.

تركيا تعنى أمريكياً، قاعدة إنجرليك الاستراتيجية، الدولة الجارة لروسيا، صاحبة المضايق الحاكمة فى البوسفور والدردنيل، والشريك التجارى الرئيسى لواشنطن، قوة عسكرية كبرى، المؤثر الإقليمى فى الشرق الأوسط، العضو الأساسى فى حلف الأطلنطى، الدولة الثانية من ناحية عدد القوات البرية فى الحلف.

لذلك كله يمكن القول إن تركيا المقيدة وإيران المنزوعة الخطر هما اللتان فى حالة عقوبات أمريكية!

إيران أمريكياً، هى مصدر إزعاج تسعى واشنطن لتهدئته، صاحبة إمكانيات تخصيب نووى، صاحبة نظام صاروخى باليستى يمكن أن يهدد المصالح الأمريكية والوجود الإسرائيلى، دولة رقم 2 فى احتياطى الغاز العالمى، دولة أساسية فى إنتاج النفط، ذات تأثير فى بحر قزوين، وذات تأثير إقليمى فى المنطقة، لديها أموال محتجزة تبلغ 12 مليار دولار على الأقل، سوق استهلاكية متعطشة للمصالح الغربية، سوق محتملة لإعادة الإعمار وللبضائع والمنتجات الأمريكية.

دون أى عواطف أو توقعات سياسية رومانسية، أمريكا كدولة لديها سوابق فى التخلى عن أى حليف لها، ودونالد ترامب كشخص أو كرئيس يفكر بعقلية «فن الصفقة» كمقاول سياسى من الممكن أن يبيع ويشترى من أى طرف خدمة لمصالحه وسعياً لتحقيق مغانم ومكاسب شخصية، خاصة أن الرجل يرى فى الإيرانى والتركى خصماً أكثر كفاءة من الحليف العربى!

«ترامب» الذى وصف الرئيس الكورى الشمالى بأنه صديق، والذى وصف الرئيس روحانى بأنه رجل جيد، من الممكن -بسهولة- أن يتعاون مع «الحليف التركى»، ويصالح الخصم الإيرانى.

ما نشهده اليوم من عقوبات أمريكية تجاه إيران وتركيا هو مشروع أمريكى منظم من أجل تحسين شروط التفاوض، حينما تحين لحظة الجلوس على مائدة التفاوض بهدف التسوية.

من هنا يجب على معسكر الاعتدال العربى ألا يستمر فى الرهان على حالة العقوبات الأمريكية الحالية تجاه إيران وتركيا، وعليه أن يستعد لبناء سياسة وتحالفات وقواعد جديدة للتعامل مع الصفقات الأمريكية الجديدة مع أنقرة وطهران.

يقول «صن تسو» فى مؤلفه التاريخى «فن الحرب» إن «أبلغ درجات الحكمة لأى محارب هى إدراك الخطر والاستعداد له قبل وقوعه وليس الانتظار لحين حدوثه».

اللهم إنى بلغت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارب «ترامب» مع أنقرة وتسويته مع طهران ضدنا تقارب «ترامب» مع أنقرة وتسويته مع طهران ضدنا



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً

GMT 21:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

باسم مرسى يشعل السوشيال ميديا بصورة مع زوجته وابنته

GMT 20:14 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة 4 وإصابة 6 في انقلاب سيارة واشتعالها على طريق السويس

GMT 01:10 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بلجيكا أول المتأهلين إلى نهائيات كأس أمم أوروبا

GMT 20:17 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

8 لاعبين في "أشرس صراع" على الكرة الذهبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon