توقيت القاهرة المحلي 09:33:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خلفيات ما يبدو "سنة حرجة" !

  مصر اليوم -

خلفيات ما يبدو سنة حرجة

حسن البطل

أولاً، قصة شخصية فتحاوية طريفة ـ ظريفة، ثم، صُعداً، إلى المنظمة فالسلطة. كان مؤتمر "فتح" العام الخامس أول مؤتمر أحضره، وكنت ضحية "لعبة كولسة" من إخوة في الحركة، بعضهم حضر المؤتمر الأول. "حشروني" في غرفة النوم مع شريك يعرفونه فيتجنبونه، ولا أعرفه فلم أجتنبه. تعرفون أن مؤتمرات الحركة تشهد أكبر "كولسة" في غرف الاستقبال والنوم، بعد انتهاء الجلسات العامة للمؤتمر، التي بعضها يستمر حتى ساعات الليل المتأخرة، أو الصباح الباكر. سألت شريك غرفة النوم: من أي ساحة هو؟ قال الكويت. كم سنة لك هناك؟ قال: 36 سنة.. بس.. أنا رئيس الديوان العام للموظفين في الكويت. عرفت لماذا يتجنبه أعضاء المؤتمر، فهو إسلامي متديّن، ويقيم صلاة الفجر في وقتها، أي حيث يدير بقية أعضاء المؤتمر نقاشاً في الغرف حتى شروق الشمس. إلى الآن، بعد 42 سنة إعلامية ـ صحافية، ما أن أفتح فمي، حتى يُخرسوني: اكتب.. اكتب، ولذا لا أدخل في سجالات، وأنام مبكراً. بما أنني لا أؤدي فروض الصلاة، ولا أدخل في "كولسات" السجالات، تقبّلت شريكي في الغرفة، الذي طلب أن يدخل الحمّام قبلي، حتى لا أُنجِّسه "بطرطوشة" بولي.. فقبلت. لكن، لدي حساسية عالية من الضوء، ربما تعويضاً عن قلة الحساسية للصوت، وكان شريكي يُحبّ الصلاة فجراً في الضوء، فطلبت منه: الصلاة مقبولة في العتمة.. فقبل. لم أره في المؤتمر العام السادس في بيت لحم. هل مات؟ هل انشقّ عن "فتح" إلى "حماس"؟ هل استقال بسبب "أوسلو"؟ لا أعرف هل سيعقد المؤتمر العام السابع في موعده شهر آب المقبل؟ أم أن تمديد المفاوضات شهوراً بعد نيسان سيعني تأجيل المؤتمر، ريثما يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود في موضوع الدولة الفلسطينية، ومن ثم تأجيل السلطة طلبها عضوية كاملة في بقية منظمات الأمم المتحدة. تدير السلطة مفاوضات ذات مفارقات، إذ لا يلتقي رئيس السلطة برئيس وزراء إسرائيل، بل بالوزير كيري، والرئيس أوباما، خلاف مفاوضات كامب ديفيد 2000، ومطولة بعد أنابوليس مع أولمرت، وقصيرة مع نتنياهو في ولايته الثانية. هذا، بينما "الشرعية القومية" للمنظمة، المتمثلة في المجلس الوطني الفلسطيني صارت متقادمة، وكذا "الشرعية الوطنية" للسلطة متمثلة في البرلمان، خلاف الشرعية السياسية ـ الدولية للمنظمة والسلطة، فهي في حالة "دولة على الطريق" زارها رؤساء أميركيون رسمياً. إذا جرى تمديد المفاوضات، سيجري على الأغلب تأجيل المؤتمر العام السابع لحركة "فتح"، وأيضاً تأجيل طلب السلطة، بوصفها دولة فلسطين، عضوية منظمات الأمم المتحدة، وأهمها المحكمة الجنائية الدولية. الحقيقة أن أميركا لم تعمل سياسياً لحل على أساس دولتين إلاّ قبل عشر سنوات، ولم تتدخل عميقاً وجدياً لهذا الحل إلاّ في الولاية الثانية للرئيس أوباما، وبشكل مفصّل وحثيث، لا بشكل عام كما فعلت في قمة أنابوليس. ينوي كيري أن ينجح في ما فشل فيه آخرون، لكن بطريقة أقرب إلى الإخصاب عن طريق الأنابيب، بعد محاولات كانت مثل "حمل وهمي" أو "حمل خارج الرحم". عامة الشعب تحمّل السلطة الفلسطينية عبء المنظمة، وتحمّل المنظمة عبء الثورة.. ثم تنظر إلى الدولة الفلسطينية المنشودة فتراه مسخاً إزاء الثورة والمنظمة والسلطة، ولا يستجيب لا لمبادرة السلطة الوطنية المعلنة 1974 ولا مطلب إعلان استقلال فلسطين 1988، ولا اتفاقية أوسلو 1993 ذاتها. الحقيقة أن هناك تحوّلات، وخصوصاً بعد الانقسام الغزي (أو الانقلاب الحمساوي)، فإن عبارة "م.ت.ف الممثل الشرعي والوحيد "كانت تعني "الممثل النضالي" وصارت "الممثل السياسي" الدولي والعربي، وأما السلطة فهي "الممثل الوطني" لقسم من الشعب في أرض البلاد. المعنى؟ الثورة الفلسطينية في الأردن غير المنظمة في لبنان، غير "الدولة" المعلنة في تونس، وغير "دولة على الطريق" في رام الله. بصعوبة فصائلية وشعبية، اقتنعت فصائل المنظمة أن التحرير الكامل للبلاد صار الكيانية الوطنية على جزء من البلاد 1974، وبصعوبة أقل اقتنعت بأن هذه الكيانية تعني دولة معلنة 1988، وبصعوبة أقل، وافقت على أوسلو.. ثم المفاوضات التي استمرت، متقطعة، عشرين عاماً. دخلت الثورة والمنظمة والسلطة.. و"الدولة المعلنة" مرحلة جديدة بعد الانقسام الغزي، فهذا ليس خلاف رأي بين الثوار والفصائل، لكنه شرخ عامودي في مبنى جميع ما سبق من مراحل. هذه سنة صعبة، ربما لأن حلكة ظلام الليل تكون على أشدها قبل ساعة الفجر.. لكن أهو الفجر أم الفجر الكاذب، لكثرة ما صاحت الديوك؟ ربما كان المؤتمر الخامس آخر مؤتمر يحضره العضو "شريك الغرفة" وأول مؤتمر أحضره، وربما يكون المؤتمر السادس آخر مؤتمر حركي أحضره. .. لكن قضية المائة عام يحملها جيل بعد جيل، وربما جيل الدولة لا يزال على مقاعد الدراسة. نقلاً عن "الأيام" الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلفيات ما يبدو سنة حرجة خلفيات ما يبدو سنة حرجة



GMT 09:27 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

شاهد على مصر والقضية الفلسطينية (7)

GMT 09:25 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

اتصالٌ من د. خاطر!

GMT 09:23 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

دومينو نعمت شفيق

GMT 09:21 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

نجح الفنان وفشل الجمهور

GMT 09:18 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

معايير عمل البلدية

GMT 09:17 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

جامعات أمريكا وفرنسا

GMT 09:15 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

سيدفع الثمن الأغنياء والفقراء على حد سواء

GMT 09:14 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

«خليها تعفن»!!

أيقونة الجمال كارمن بصيبص تنضم لعائلة "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:30 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
  مصر اليوم - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 18:29 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

طلعت زكريا يفاجئ جمهوره بخبر انفصاله عن زوجته

GMT 12:07 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

كيفية تحضير كب كيك جوز الهند بالكريمة

GMT 09:10 2018 الأربعاء ,15 آب / أغسطس

"الهضبة" يشارك العالمي مارشميلو في عمل مجنون

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

النسخة العربية للعبة كابتن تسوباسا

GMT 14:08 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

أوستراليا تسجل أدنى درجة حرارة خلال 10 سنوات

GMT 01:41 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

تريزيجيه يدعم محمد صلاح بعد الإصابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon