توقيت القاهرة المحلي 10:45:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تمزيق الميثاق

  مصر اليوم -

تمزيق الميثاق

بقلم - سليمان جودة

ما بين التمزيق الأول لميثاق الأمم المتحدة والتمزيق الثانى ١٥ سنة لا أكثر، ولكن السبب فى المرة الأولى كان على العكس منه فى المرة الثانية على طول الخط.

ففى ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٩ وقف العقيد معمر القذافى يخطب فى مبنى منظمة الأمم المتحدة فى نيويورك، وعندما أنهى خطابه تناول نسخة من الميثاق، ثم راح يمزقها ويلقيها فى القاعة أمام الحاضرين.. وفى ١٠ مايو ٢٠٢٤ وقف جلعاد أردان، مندوب إسرائيل الدائم فى المنظمة، أمام الذين كانوا يصوتون فى قاعتها على منح العضوية الكاملة لفلسطين، ثم تناول نسخة من الميثاق ذاته ومزقها وألقاها أمامهم على الملأ.

وكان مجلس الأمن قد انعقد يوم ١٨ إبريل للتصويت على منح العضوية نفسها لفلسطين، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت سلاح الڤيتو ففشل المجلس فى التصويت.

وعندما انعقدت الأمم المتحدة على مستوى جمعيتها العامة أمس الأول.. أى على مستوى كافة الدول الأعضاء.. صوتت ١٤٣ دولة بالموافقة من أصل ١٩٣ هى مجمل عدد دول العالم، واعترضت تسع دول، بينما امتنعت ٢٥ دولة عن التصويت.

وكان هذا كافيًا لأن تصاب تل أبيب بالجنون، وأن يتصرف مندوبها جلعاد بالطريقة التى تصرف بها، وأن يقول إن تصويت الأمم المتحدة بهذه الأغلبية الكبيرة هو بمثابة وصول هتلر إلى السلطة فى ألمانيا عام ١٩٣٣.

فكأنه يرى فى قيام دولة للفلسطينيين على أرضهم شبيهًا بقيام دولة النازى فى ألمانيا، وكأن الفلسطينيين نازيون كلهم فى نظره، وكأن النازى هو الذى يطالب بأرضه المحتلة، وكأن الأطفال والنساء والمدنيين الذين لقوا حتفهم فى قطاع غزة نازيون.

فى المرة الأولى كان القذافى يمزق نسخة من الميثاق لاعتراضه على عجز الأمم المتحدة عن القيام بدورها المفترض بين الدول.. وفى المرة الثانية كان المندوب الإسرائيلى يمزق نسخة من الميثاق نفسه لاعتراضه على قيام الأمم المتحدة بدورها المفترض بين الدول.

ولم يكن أحد يتخيل أن يتغير حال العالم فى ١٥ سنة بهذه السرعة، ولا كان أحد يتصور أن تكون المسافة من ٢٠٠٩ إلى ٢٠٢٤ كافية لأن ينقلب حال العالم إلى هذا الحد، فيصبح الصحيح فى أيام القذافى، خطأ وربما خطيئة فى أيام جلعاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمزيق الميثاق تمزيق الميثاق



GMT 09:48 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

مبررات التحالف بين واشنطن وإسرائيل

GMT 09:45 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

غابة الأحزان

GMT 04:14 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

مشكلة السلطة في النظام الإيراني

GMT 04:11 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

«طريق حسن البنّا»... من الشارع للعقول

GMT 04:08 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

أميركا... هل خرج الجني من القمقم؟

إطلالات النجمة إليسا تعكس إحساسها الموسيقي

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 06:24 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

بايدن يكشف عن "خلافه الرئيسي" مع نتنياهو بشأن غزة
  مصر اليوم - بايدن يكشف عن خلافه الرئيسي مع نتنياهو بشأن غزة

GMT 08:41 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تتعامل بإيجابية وتكسب الإعجاب

GMT 20:22 2021 الأربعاء ,21 إبريل / نيسان

حكم إفطار المصابين بفيروس "كورونا" في رمضان

GMT 07:13 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

اكتشاف شجرة متحجرة عمرها 20 مليون سنة في اليونان

GMT 07:42 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

فاوتشي يتحدث عن استلامه مغلفًا يحتوي "مسحوقًا مريبًا"

GMT 02:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

"حيلة بسيطة" للحصول على ساعة إضافية من النوم كل ليلة

GMT 19:36 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الإعلامية مها موسى تعلن وفاة ماجدة أبوهيف

GMT 00:01 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريستيانو رونالدو ونجوم يوفنتوس يحتفلون بـ"الكريسماس"

GMT 06:37 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

كيم دو هوون يعلن رحيله عن تدريب أولسان هيونداي

GMT 10:27 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

اتهامات لجامعة سيناء بالتسبب في وفاة الطالب يوسف فياض بمصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon