توقيت القاهرة المحلي 23:55:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسقط هذه الفكرة!

  مصر اليوم -

تسقط هذه الفكرة

بقلم-سليمان جودة

كان العقاد يملك قدرة كبيرة على مناقشة الخصوم وإسقاط الحجج من أيديهم، حجة من وراء حجة، وقد بلغ فى هذا الاتجاه درجة هائلة من الثقة فى قدراته العقلية، وكان كثيراً ما يردد هذه العبارة: هات لى أى فكرة، وأنا أقنعك بها.. ثم أقنعك بعكسها!.

والمعنى أن الفكرة أياً كانت تظل فى حاجة إلى فكرة فى مقابلها تناقشها وتبين وجوه الخلل فيها، خصوصاً إذا كانت من نوع الأفكار الفاسدة التى آمن بها تنظيم داعش، وراح يسعى إلى تسويقها بين أتباعه، وتزيينها فى عيون أنصاره!.

ورغم أنها أفكار فاسدة فى مضمونها، ومخاصمة للعصر فى سياقها، وصادمة لكل عقل سليم فى كل أحوالها، إلا أنها استولت على عقول أنصار التنظيم وأتباعه، ولاتزال، وبشكل يدعو للحيرة فعلاً!.

وكنت قد دعوت فى هذا المكان إلى أن تتولى دار الإفتاء إصدار كتاب يرد على كتاب «إدارة التوحش» الذى أصدره التنظيم الداعشى فى بدايات ظهوره، وجعله مرجعاً له فى جميع ممارساته المدمرة.. فالدار لديها مرصد ترد من خلاله على فتاوى التفكير أولاً بأول، وهو مرصد قطع شوطاً فى نطاق مهمته، ولكن كتاباً بهذا الاسم لا يجوز تجاهله رغم أنه غير مطبوع، ورغم أنه متاح فقط على شبكة النت. إنه المنبع الذى يشرب منه المخدوعون بداعش، ولا بديل عن تجفيفه بأى طريقة!.

وسوف تظل الشابة الداعشية شميمة بيجوم نموذجاً يجب تدريسه لكل الذين يريدون أن يروا مدى النفوذ الذى تمارسه أفكار داعش على أعداد لا بأس بها من الشباب حول العالم.. ومن وراء داعش بالطبع، تأتى كل التنظيمات المتطرفة فى الفكر وفى السلوك فى كل مكان!.

إن شميمة من أصل بنجلاديشى، ولكنها تحمل الجنسية البريطانية لأنها مولودة فى بريطانيا، وتعيش هذه الأيام فى مخيمات نزح إليها عناصر داعشيون شرق سوريا، تحت وطأة الضربات التى يتلقاها التنظيم وعناصره هناك فى كل صباح!.

تعيش مع مولود لها عُمره أسبوع تقريباً، وعندما طلبت العودة إلى لندن بعد سنوات أربع قضتها مع الداعشيين فى الأراضى السورية، رفضت بلادها وسارعت إلى إسقاط الجنسية عنها، وأعلنت بنجلاديش أنها لن تسمح لها بدخول أراضيها، ومع ذلك فالداعشية شميمة تبدو متمسكة بأفكار داعش قدر تمسكها بمولودها، ولم تخرج عنها كلمة واحدة تُبدى فيها ندمها على الانضمام إلى التنظيم والإيمان بأفكاره!.

بل إنها تبرر الهجوم الإرهابى الذى وقع فى مانشستر البريطانية عام ٢٠١٧، وأوقع ٢٢ قتيلاً، وتراه رداً على ضربات قامت بها قوات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش فى مناطق وجوده!.

شميمة ليست حالة فريدة من نوعها، فمثلها يوجد ١٥٠٠ امرأة شرق سوريا، والله وحده أعلم بالعدد الموجود من النوعية نفسها فى مناطق متفرقة حول العالم.. وإذا كان التنظيم يتهاوى فى مكانه، فالأهم أن تسقط أفكاره، لأن بقاءها فى عقول أصحابها كفيل بإحيائه من جديد فى نسخة مُعدّلة!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع  

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسقط هذه الفكرة تسقط هذه الفكرة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon