توقيت القاهرة المحلي 21:16:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عقد مع مدبولى!

  مصر اليوم -

عقد مع مدبولى

بقلم-سليمان جودة

كان الفيلسوف الفرنسى جان جاك روسو واحداً من فلاسفة فرنسيين ثلاثة، مهدوا الطريق إلى الثورة على ملك فرنسا لويس السادس عشر، فى نهايات القرن الثامن عشر، وكان كل واحد من الثلاثة صاحب كتاب شهير فى هذا الطريق، وكان كتاب روسو هو كتاب نظرية العقد الاجتماعى!.

ومن بين عبارات كثيرة قيلت على مستوى ساسة فرنسيين مؤخراً، فى مواجهة المظاهرات التى قام بها أصحاب السترات الصفراء، ولايزالون، توقفتُ أمام عبارة قالها وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، وتوجه بها إلى الرئيس إيمانويل ماكرون!

العبارة تقول إن على ماكرون العودة إلى إبرام عقد اجتماعى جديد مع الفرنسيين، يراعى فيه الأشياء التى تثير قلق المواطنين هناك وتثير شواغلهم بقوة فى الحياه اليومية!.

والعقد الاجتماعى، كما قال به صاحبه روسو، وشاركه فى شرح أبعاده فلاسفة آخرون غير فرنسيين، يقول إن هناك دائماً عقداً غير مكتوب بين الحكومة- أى حكومة- وبين مواطنيها، وإن المواطن بموجب هذا العقد غير المكتوب، يسلّم للحكومة بأحقية وجودها فى مقاعد الحكم، فى مقابل أن توفر له الحماية والأمن فى حياته، وأن تتيح له الخدمات العامة الأساسية بمستويات آدمية تليق به كإنسان!.

وبهذا المنطق، فإن عقداً غير مكتوب يقوم حالياً بين كل مواطن، وبين حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، كما قام من قبل بين المواطن نفسه، وبين حكومة المهندس شريف اسماعيل، وكما سوف يقوم بين ذات المواطن، وبين كل حكومة مقبلة سوف تتشكل فى أى وقت!.

وعندما أتابع المبادرة الرئاسية «١٠٠ مليون صحة»، التى تنفذ وزارة الصحة مرحلتها الثانية هذه الأيام فى ١١ محافظة، فإننى أراها من الموجبات الجادة عندنا للعقد غير المكتوب المشار إليه.. فهى تسعى إلى إعلان مصر خاليةً من مرض فيروس سى فى عام ٢٠٢٠، وهى من أجل هذا الهدف تكشف على المريض، وتحلل نتيجة الكشف، وتقدم العلاج، بالمجان تماماً.. وعندما اكتشفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، أن المرضى فى مستشفى حميات قليوب دفعوا رسوماً، عنفت إدارة المستشفى، وطلبت رد الرسوم على الفور!.. وأخشى أن يكون ذلك قد حدث فى مستشفيات أخرى، دون أن يصل أمره إلى علم الدكتورة هالة، التى أدعوها إلى إعطاء المزيد من الاهتمام لهذا الموضوع!.

فالخدمة الصحية الجيدة، والمجانية، هى أول بند فى عقد المواطن مع الحكومة، دون أن ينازعه بند آخر، وأما البند الثانى فهو التعليم- بعدهما بالطبع بنود أخرى- ولكنهما البندان الأهم فى المقدمة دون أن ينافسهما فى هذا الترتيب بند ثالث!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقد مع مدبولى عقد مع مدبولى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:09 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024
  مصر اليوم - «عادل إمام» الحاضر الأقوى في سينما 2024

GMT 11:37 2024 السبت ,02 آذار/ مارس

أطفالنا بين القيم والوحش الرقمي

GMT 17:27 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تيري هنري يُتابع المنتخب المكسيكي قبل ودية بلجيكا

GMT 17:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

زيدان يطالب إدارة ريال مدريد بالتعاقد مع سون نجم توتنهام

GMT 15:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

معلومات عن جاك اندرو بعد وفاته بسبب كورونا

GMT 06:10 2020 الإثنين ,30 آذار/ مارس

تعرف على حالة الطقس المتوقعة في مصر الاثنين

GMT 01:48 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

شريف عامر يحاور أسرة مصرية صينية بـ"كمامة" على الهواء

GMT 17:48 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس السيسي يهنئ سلطنة عمان بالعيد الوطني

GMT 11:02 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المرأة المصرية تحت المظلة الأفريقية" في بيت ثقافة القصير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon