توقيت القاهرة المحلي 05:36:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غيرة خلف الحبتور!

  مصر اليوم -

غيرة خلف الحبتور

بقلم - سليمان جودة

رغم مرور أيام على واقعة رجل الأعمال الإماراتى خلف الحبتور فى القاهرة، إلا أنها لاتزال تشغلنى جداً، ولا تزال تملأ تفكيرى، لأن الشارع عندى هو عنوان أى بلد، ولأنك من مجرد نظرة عابرة على الشارع، وعلى شكله، وعلى سلوك الناس فيه، تستطيع أن ترى إلى أى مدى ينتمى الفرد فيه إلى العصر، وأين بالضبط يقف هذا الفرد عند المقارنة بينه وبين سائر الأفراد فى باقى الدول!

فالحبتور كان فى زيارة إلى قاهرة المعز، ولم يحتمل منظر وجود أكوام القمامة على أرصفة مصر الجديدة، فراح يلتقط صوراً لما رآه، وراح ينشرها على حسابه على تويتر، وراح يكتب تحتها هذه العبارة: القاهرة هى المدينة الغالية على قلبى، وأغار عليها مثل غيرتى على وطنى الإمارات، لكن وجود القمامة بشوارعها أمر غير مقبول دينياً ولا إنسانياً!

وعندما وصلت الصور إلى وزارة البيئة، تحركت الوزيرة الدكتورة ياسمين فؤاد، وتواصلت مع هيئة النظافة والتجميل فى القاهرة، وتم رفع القمامة التى أشار إليها الرجل!

وإذا كان هذا قد حدث فى حى مصر الجديدة الراقى، فإن للدكتورة ياسمين أن تتصور الحال فى شوارع الأحياء الشعبية، أو حتى فى الأحياء الأقل رقياً من مصر الجديدة، والغريب أننا لم نسمع بعد الواقعة عن أى أجراء جرى اتخاذه مع المسؤول عن هيئة نظافة وتجميل القاهرة.. لم يحدث.. مع أن الصور التى نشرها الحبتور لم يكن الغرض منها مجرد التنبيه لرفع أكوام القمامة التى صادفته فى طريقه، ولكن الهدف كان لفت الانتباه إلى أن فى عاصمة البلاد هيئة مسؤولة عن نظافة وتجميل العاصمة، وأنها لا تقوم بدورها المفترض، ولا تؤدى عملها، ولا تنهض بمهمتها، وأن أحداً لا يحاسبها، وأن حسابها واجب، حفاظاً على نظافة عاصمة كانت ذات يوم تنظف شوارعها بالماء والصابون، وكانت هى وباريس سواء!

والمسؤولية عن النظافة العامة لا تقع بالطبع على الحكومة وحدها، ولا على المحافظة بمفردها، ولا حتى على هيئة النظافة فى حدودها.. فهناك مسؤولية تقع على الناس أنفسهم، لأن هذه الأوراق المبعثرة بعرض الشارع، وهذه القمامة المتناثرة على كل رصيف، لم تقذف بها الحكومة، ولكن ألقاها مواطنون بلا ضمير، وتركها فى مكانها مصريون لا يغارون على بلدهم، بقدر ما يغار عليه خلف الحبتور!

وفى كل مرة أكون فيها فى عاصمة أوروبية، أقف لأتأمل منظر سيدة تحمل كيس قمامة بيتها، وتظل توزعها بحساب على الصناديق المخصصة لذلك على كل ناصية.. فالعلب الزجاجية فى صندوق.. والصفيح فى صندوق.. والورق فى صندوق.. وبقايا الطعام فى صندوق.. أقف وأقول لنفسى إن مثل هذه السيدة تلخص جوهر الفارق بينهم وبيننا فى مشهد واحد يتكرر منها ومن غيرها هناك تلقائياً!

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غيرة خلف الحبتور غيرة خلف الحبتور



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 05:36 2024 السبت ,01 حزيران / يونيو

إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم
  مصر اليوم - إنكلترا تطلق تجربة أول لقاح للسرطان في العالم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة

GMT 14:28 2018 الإثنين ,27 آب / أغسطس

تعرف على مواصفات أيباد برو المنتظر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon