توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنفاق مختلف!

  مصر اليوم -

إنفاق مختلف

بقلم : سليمان جودة

للدكتور محمد معيط، وزير المالية، رأى آخر فى تشبيه التفاحة والبرتقالة، الذى كنت قد ضربت به المثل قبل أيام، وأنا أتعرض فى هذا المكان لقضية الضريبة العقارية التى أثارت شجون الناس.. ولاتزال!

والفكرة أنى قلت إن المقارنة بين مصر، وبين الدول التى يؤدى مواطنوها هذه الضريبة، هى مقارنة غير موضوعية، لأن المواطن هناك يتلقى خدمات عامة ممتازة فى مقابل ضريبته، ولأن المواطن الذى يدفع الضريبة نفسها هنا، لا يتلقى خدمات عامة مماثلة فى مقابلها، وإذا تلقاها فمستواها فى العادة ليس آدمياً.. وبالذات خدمات التعليم، والصحة، والنظافة العامة!

فإدا أردنا أن نقارن رغم ذلك، فهى مقارنة بين تفاحة هناك.. وبين برتقالة هنا!.

وفى خطاب جاءنى منه يعترف الدكتور معيط، بأن الضريبة فى العموم لابد أن يكون لها عائد ملموس فى واقع المجتمع الذى يسددها، وبأن هذا هو ما تسعى الدولة حالياً إلى تحقيقه، ثم يسارع فيقول بأن المشروعات الكبيرة والخدمات العامة، التى تقدمها الحكومات المتعاقبة للمواطنين، إنما يجرى تمويلها فى الأساس من عائد الضريبة بكل أنواعها، وهو عائد يمثل ٧٠٪‏ من إيرادات الخزانة العامة!

ويقول إن الضريبة العقارية تعود إلى ١٨٨٠، عندما كان عائدها يصل إلى ٥،٢ مليون جنيه، وكانت الإيرادات العامة كلها تصل إلى ٨،٥ مليون، بما يعنى أنها كانت تمثل أكثر من نصف إيرادات خزانة الدولة، ولكنها تراجعت فيما بعد، وبقيت فى صورة عوايد لا يتجاوز عائدها ٢٣٠ مليوناً فى السنة، الأمر الذى لا يسعف الحكومة فى بذل الاهتمام الواجب بالأحياء، والمدن، والتجميل، والتشجير!

ومن مزايا قانون الضريبة الحالى، فى تقدير الوزير، أنه ينص على طريقة محددة لصيانة المبانى والعقارات، ويخصص خمسين فى المائة من الحصيلة لتطوير العشوائيات والمحليات بالمناصفة، ويعفى وحدات الإيجار القديم من دفعها، إلى حين الاتفاق على وضع جديد بين مُلاك هذه الوحدات السكنية ومستأجريها!.

انتهى مجمل خطاب الوزير، الذى أشكره عليه، وبقى أننا فى انتظار قانون جديد للضريبة العقارية، أو تعديل للقانون الحالى، حسب التوجيهات التى أعطاها الرئيس مؤخراً.. وفى الحالتين سوف يكون الرهان من جانب دافع الضريبة، هو على وضع كل الملاحظات التى أبداها المواطنون على الضريبة، وطريقة حسابها، وتحصيلها، فى الاعتبار، ثم سيكون الرهان على قدرة الوزير معيط، على إقناع الدولة بإنفاق مختلف للعائد.. إنفاق عادل يجعل النتيجة ملموسة حقاً، ويجعل المقارنة، عندئذ، بين تفاحة وتفاحة فعلاً.. لا بين برتقالة وتفاحة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنفاق مختلف إنفاق مختلف



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا

GMT 19:33 2020 السبت ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل مغني الراب الأمريكي كينج فون في إطلاق نار بأتلانتا

GMT 23:01 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شبح إلغاء السوبر الأفريقي يطارد الزمالك والترجي

GMT 13:42 2019 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon