توقيت القاهرة المحلي 10:57:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوزير يعرف.. فماذا يمنعه؟!

  مصر اليوم -

الوزير يعرف فماذا يمنعه

سليمان جودة

لا نصدق أن يكون الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، على غير علم بأن قراراً صدر فى الولايات المتحدة، يوم أول يناير من هذا العام، يقضى بمنع استخدام اللمبات العادية تماماً فى الإضاءة، وإحلال اللمبات الموفرة مكانها! ولا نصدِّق أن يكون الوزير على غير علم بأن قراراً مماثلاً يجرى تطبيقه بحزم، فى دبى، فى هذه اللحظة! ولا نعرف، بالتالى، ماذا يمنع «شاكر» من اتخاذ قرار كهذا عندنا، بحيث يتوقف، بشكل كامل، استخدام أى لمبة عادية، وبحيث يتم فرض اللمبات الموفرة، فرضاً، على كل مستخدم للتيار. فاستمرار إضاءة البيوت، وغيرها، باللمبات العادية ليس له إلا معنى واحد، وهو أننا نرى الحل أمام أعيننا، ثم لا نذهب إليه، ثم يزداد الأمر مأساوية عندما نظل، فى المقابل، نشكو من انقطاع الكهرباء، ونقص الوقود المتاح للمحطات! وليس لهذا إلا معنى واحد آخر هو أن الحكاية فى هذا الملف، وفى غيره من ملفات حياتنا، فى حاجة فقط إلى «قرار» يتخذه المسؤول فى كل موقع، وهو على يقين بأن مسؤوليته تجاه بلده وإزاء مواطنيه تضع فى عنقه أمانة لابد أن يؤديها بإخلاص. وأعجب ما فى الحكاية أن المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، حين يتخذ «القرار» الذى نريده فعلاً، يسارع أفراد بيننا، ويتهمونه بأنه كان متعجلاً فى اتخاذ قراره! حدث هذا فى ملف مبنى الحزب الوطنى، حين اتخذ الرجل قراراً شجاعاً يمحو هذه الخرائب المطلة على النيل، ويضم مساحتها إلى أرض المتحف المصرى، فإذا بنا أمام مَنْ يرفض قرار رئيس الحكومة، ومَنْ يحتال عليه، ومَنْ يلف ويدور حوله، بل إننا فوجئنا بنائب لمحافظ القاهرة يقول إن أرض مبنى الحزب تخص المحافظة، وإنها لن تتنازل عنها أبداً، وكأنه يتحدى رئيس الحكومة شخصياً، أو كأنه ينتمى إلى دولة، وينتمى «محلب» إلى دولة أخرى على عداوة مع الأولى! وتكررت القصة مع قرار رئيس الحكومة بوقف عرض الفيلم إياه، منطلقاً فى قراره من إحساسه بمسؤوليته تجاه مجتمعه، فإذا بالذين يريدون أن يكدسوا المال، ولو على حساب الأخلاق العامة فى البلد، يعترضون على القرار، ويتهمونه بما ليس فيه! والحقيقة أننا إذا كنا فى حاجة إلى شىء، هذه الأيام، فإننا فى أشد الحاجة إلى «قرارات» حاسمة من هذه النوعية، يتخذها كل مسؤول فى مكانه، ويفرضها على الناس، مادام الصالح العام هو هدفها الأخير. نريد قراراً من وزير الكهرباء، يقول إنه ابتداء من اليوم الفلانى سوف يمنع منعاً باتاً تداول أو استخدام اللمبات العادية، وإن المسافة الزمنية الممتدة، منذ الآن إلى ذلك اليوم، هى الفرصة الأخيرة لتنفيذ هذا القرار! فإذا لم يكن الوزير قادراً على اتخاذ قرار كهذا، فرئيس الحكومة موجود، وعليه أن يتصرف فى هذا الاتجاه، وهو على يقين من شيئين، أولهما أن تجاهل فرض اللمبات الموفرة، والتساهل فى استخدام غيرها، إذا لم يكن سوف يضر المواطن فى جيبه، فسوف يضر الاقتصاد العام فى كيانه، وإذا لم يلحق الضرر بالاثنين، فسوف يلحقه بالبيئة فى الإجمالى.. أما الشىء الثانى فهو أن مثل هذه القرارات، التى لا مفر منها، إنما تنقذ اليوم الحاضر فى حياتنا بمثل ما تشترى الغد المضمون. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوزير يعرف فماذا يمنعه الوزير يعرف فماذا يمنعه



GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

«فيتش» في وجهها «نظر»!!

GMT 09:51 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

هل تمانع أميركا عملية في رفح؟

GMT 08:21 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لا تبالغوا في التحذيرات !

GMT 07:35 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

ذكريات شم النسيم!

GMT 07:32 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

خمسة وجوه لحرب غزة الخامسة

GMT 07:30 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

أنبياء الله فى مصر

GMT 07:28 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لسان حال الخمسة

GMT 07:26 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

لماذا نغنى للعنصرية؟

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:23 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

إيمي سمير غانم تستعد للعودة الى التمثيل
  مصر اليوم - إيمي سمير غانم تستعد للعودة الى التمثيل

GMT 13:37 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

السيول تُغرق جدة والكارثة تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 20:00 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أرقى أنواع السلطات

GMT 22:00 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفرنسي جريزمان يحلم باللعب مع نيمار ومبابي

GMT 23:24 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

حديقة الحيوانات في العين تضم زواحف جديدة

GMT 22:29 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركات البترول تتخلص من 90% من مخلفاتها دون تدوير
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon