توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روح يوسف إدريس!

  مصر اليوم -

روح يوسف إدريس

بقلم : سليمان جودة

ربما لا يعرف بعضنا أن تونس قديمًا كان اسمها إفريقية، ومن المفارقات أن مؤتمرًا ضخمًا انعقد فيها فى السادس والسابع من هذا الشهر عن إفريقيا!. فكأن إفريقية الدولة كانت تناقش أمور إفريقيا القارة!.

كانت تونس تستقبل فى مؤتمرها المئات.. لا العشرات.. من الشركات ومن رجال الأعمال، وكانوا جميعًا يحملون إما الجنسية الأمريكية، وإما جنسية إحدى دول القارة السمراء!.

وكان الموضوع هو البحث عن طريقة يمكن بها تقوية الاستثمار فى قارتنا بالاشتراك بين الطرفين، وليست هذه هى المرة الأولى التى تسارع فيها واشنطن إلى إفريقيا لتعويض ما فاتها من خطوات، فلقد بدت الحكاية منذ فترة وكأن الولايات المتحدة قد أخذتها غفوة عنا هنا فى القارة، فإذا بها عندما أفاقت تقف فى الطابور وراء الصين مرة، ووراء روسيا مرةً ثانية.. فالدولتان سبقتاها إفريقيًا بمراحل!.

ولم يكن غريبًا أن جون بولتون، مستشار الأمن القومى السابق للرئيس ترامب، قد عقد مؤتمرًا صحفيًا قبل أن يغادر منصبه العام الماضى، ليقول فيه شيئًا واحدًا هو أن بلاده تستدرك سريعًا ما فاتها على المستوى الإفريقى، وتضع استراتيجية طويلة الأمد لتلحق بموسكو وبكين!.

وتبدو المسألة فى مجملها وكأن قارتنا يعاد اكتشافها هذه الأيام، وإلا فلماذا التكالب عليها بهذه الصورة صينيًا وروسيًا.. ثم أمريكيًا من بعدهما إلى آخر قائمة الدول المتكالبة؟!.

وليس المؤتمر الذى انعقد فى تونس إلا بنانًا طويلة تشير إلى أننا أمام عملية إعادة اكتشاف قارة ضخمة، كانت قد قضت قرونًا من تاريخها لا يعرف العالم عنها شيئًا، سوى أنها أرض التخلف والاستبداد من جانب أبنائها، أو الاستغلال من جانب أمريكا بالذات، ومعها دول كبرى أخرى فى زمن الاستعمار!.

وفى وقت من الأوقات، كان الدكتور يوسف إدريس- يرحمه الله- قد أصدر كتابًا عنوانه: «اكتشاف قارة».. وكانت القارة فى الكتاب هى آسيا التى اكتشفها فى رحلة له فيها، وعندما قدم إدريس لكتابه، قال إن أهم ما فى القارة التى راح يكتشفها هو الإنسان لا المكان!.

وما يحدث مع قارتنا السمراء منذ سنوات هو شىء أقرب ما يكون إلى ما قام به العبقرى الراحل يوسف إدريس، ولكن الفارق أن إفريقيا يعاد اكتشافها دوليًا، من خلال بكين وموسكو وواشنطن، وليس على يد أبنائها.. ولابد أنها فى حاجة إلى إعادة اكتشاف يقوم بها أبناؤها، لا الذين يتكالبون على الفرص المتاحة فيها اقتصاديًا بالذات!.

لا أشك فى أن العام الذى ترأست فيه القاهرة الاتحاد الإفريقى قد أفاد القارة كثيرًا، ولكنها لا تزال فى حاجة إلى إعادة اكتشاف منا بالروح التى أعاد بها إدريس اكتشاف آسيا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روح يوسف إدريس روح يوسف إدريس



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon