توقيت القاهرة المحلي 11:01:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تونس.. هذا ما حدث!

  مصر اليوم -

تونس هذا ما حدث

بقلم : سليمان جودة

وراء المشهد الحالى فى تونس تفاصيل مهمة، لابد من التوقف أمامها لأنها تساعدنا فى فهم أبعاد ما جرى هناك.. ففى السباق إلى قصر الرئاسة فى قرطاج، رشحت حركة النهضة الإسلامية عبدالفتاح مورو، نائب رئيسها، الذى خاض المعركة ضمن 24 مرشحًا، وجاء ترتيبه فى المركز الثالث عند إعلان نتيجة الجولة الأولى، وخرج بالتالى من السباق!

وفى الجولة الثانية والأخيرة، أعلنت الحركة أنها تؤيد المرشح قيس سعيد، أستاذ القانون، الذى نافس نبيل القروى، رجل الأعمال والإعلام!.. وقد فاز «سعيد» وصار رئيسًا.. والسؤال هو: ماذا لو أيدت الحركة نبيل القروى؟!.. الإجابة أنه كان سيفوز فى الغالب!

والمعنى أن الحركة، رغم سقوط مرشحها، سيظل لها نصيب معلوم فى قصر قرطاج لأنها أيدت المرشح الفائز علنًا، ولأنه يعرف تمامًا أنه إذا كان قد نجح لأسباب كثيرة، فأهم الأسباب ربما يكون دعم حركة النهضة ووقوفها وراءه بقوة!.. وفى معركة رئاسية سابقة كانت «النهضة»، التى يترأسها راشد الغنوشى، قد فعلت الشىء نفسه عندما أيدت المنصف المرزوقى، فأصبح رئيسًا.. لكنها أيدته سرًا دون إعلان!

هذا عن قصر قرطاج، حيث مكتب الرئيس الفائز لخمس سنوات قادمة.. فماذا عن قصر القصبة، حيث مقر رئيس الحكومة التى يشكلها الحزب الحاصل على أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان؟!

الإجابة أن حركة «الغنوشى» سيكون لها نصيب معلوم فى هذا القصر أيضًا، وبنسبة أعلى من نصيبها فى قصر قرطاج!.. لماذا؟!.. لأنها ناورت منذ البداية بطريقة تجعل الكثير من أمور القصرين فى متناول يدها، فرشحت «مورو» فى سباق الرئاسة، وهى تعرف أن فرصته فى الفوز ليست مؤكدة، ثم رشحت رئيسها نفسه فى البرلمان، وهى مدركة أن الفرصة فيه أعلى!.. وعند إعلان نتيجة البرلمان جاءت فى المركز الأول، وحصلت على 52 مقعدًا من 217، بينما حصل حزب «قلب تونس»، الذى يترأسه «القروى»، على 38، وجاء فى المركز الثانى!

صحيح أنها فى حاجة إلى 119 مقعدًا لتشكيل الحكومة، وصحيح أن «القروى» أعلن أنه لن يتحالف معها أبدًا، لكنها فى كل الأحوال ستظل صاحبة الكتلة الأكبر برلمانيًا، وستحصل على تكليف بتشكيل الحكومة الجديدة، وسوف تشكلها بالتحالف مع عدد من الأحزاب!

وقد كانت تعمل على هندسة الأمور بهذا الشكل منذ اللحظة الأولى لانطلاق الانتخابات بنوعيها لأنها كانت تعرف أن صلاحيات رئيس الحكومة دستوريًا أوسع من صلاحيات الرئيس، فجعلت عينيها على الصلاحيات فى حكم تونس، وراحت تهندس السبيل إليها من أقصر طريق!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس هذا ما حدث تونس هذا ما حدث



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon