توقيت القاهرة المحلي 23:13:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يسجل التاريخ لإثيوبيا!

  مصر اليوم -

يسجل التاريخ لإثيوبيا

بقلم : سليمان جودة

سوف يأتى يوم فيما بعد، يتوقف فيه التاريخ أمام الموقف الإثيوبى في مفاوضات سد النهضة، وكيف انتقلت إثيوبيا خلالها من حالة الدولة التي تحترم كلمتها، وتضع مبادئ القانون الدولى حيث يجب أن توضع، إلى حالة الدولة التي لا كلمة لها، ولا اعتبار عندها لمبادئ القانون الدولى التي تنظم الاستفادة من مياه الأنهار!.

وسوف يتوقف التاريخ يومًا ليقول، إن هذه دولة لم تشأ أن تعطى اهتمامًا للسودان، رغم أنه دولة على جوار مباشر معها، وتربطهما معًا رابطة الاتحاد الإفريقى التي تجمعها مع باقى دول القارة السمراء!.

وسوف يتوقف التاريخ ليقول إنها تحللت من كل اتفاق وصلت إليه، وإنها ذهبت إلى مفاوضات استضافتها وزارة الخزانة الأمريكية، وحضرها البنك الدولى، ثم ضربت بعرض الحائط ما توصلت إليه المفاوضات، فغابت عن آخر جلساتها دون مقدمات، وتجاهلت الوزارة التي استضافت، والبنك الذي حضر!.

وسوف يتوقف التاريخ ليقول إن إثيوبيا كانت في موقفها التفاوضى أشبه ما تكون بالسيدة دنلوب في الأسطورة اليونانية القديمة.. فلقد كان زوجها قد ذهب إلى الحرب، وقد غاب طويلًا دون أمل في عودة، وكانت دنلوب قد بدأت تستقبل الذين يخطبون ودّها، ويطلبون الزواج منها!.. ولكنها لم تكن تجد ما تقوله، فكانت كلما جاءها شاب جديد يطرق بابها، ردت فقالت إنها تنسج ثوبًا في يدها، وإنها سوف تقبل الزواج بمجرد الانتهاء من الثوب!.. وكانت تسارع نهارًا إلى فك ما تنسجه في الليل.. وهكذا كل يوم بغير توقف.. فلم يتوقف الشبان الراغبون في الزواج عن طرق الباب، ولا توقفت هي عن فك ما تنسجه أولًا بأول!!.

لم يختلف حال الحكومة في إثيوبيا عن دنلوب.. فهى تذهب إلى المفاوضات ثم تتغيب دون اعتذار، وهى تقول اليوم ما تتهرب منه في الغد، وهى تعلن غدًا ما سوف ترجع عنه بعد الغد.. ولا بد أنها مثال جديد تمامًا للدولة في العلوم السياسية التي ستعكف بالضرورة على دراسته كمثال نادر الوجود بين الدول!.

وسوف يتوقف التاريخ ليقول إن ما يسمى المجتمع الدولى قد وقف متفرجًا، وإنه في مرحلة من مراحل الفرجة قد منح آبى أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبى، جائزة نوبل للسلام!!.. رغم أنه كان ينسف كل فرصة للسلام في الإقليم، ورغم أنه كان في القلب من كل هذا العبث مع مصر، باعتبارها دولة المصب للنهر الخالد، ومع السودان بوصفها دولة الممر!!.

سوف يتوقف التاريخ ليرصد هذا كله ويسجله، وسوف يسجل أن القاهرة تصرفت كعاصمة تجلس على ثقافة وتتكئ على حضارة، وأنه لم تنقصها الحيلة للحفاظ على ما تقول السجلات إنه حق أصيل لها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يسجل التاريخ لإثيوبيا يسجل التاريخ لإثيوبيا



GMT 04:46 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

نيران صديقة فى مهرجان (كان)!!

GMT 04:43 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

بين احتجاجين

GMT 04:37 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

فى رحاب السيدة!

GMT 04:33 2024 الإثنين ,13 أيار / مايو

عبيد باليونيفورم

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 05:14 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعصار "ساندي" وظاهرة الاحتباس الحراري!

GMT 17:19 2023 الأربعاء ,15 آذار/ مارس

القبض على سارقي فيلا محمد صلاح

GMT 12:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إليكِ أبرز قواعد الإتيكيت في المطاعم الراقية

GMT 18:59 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد الشيخ يداعب وليد أزارو في تمرين الأهلي

GMT 18:17 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

دببة تسرق طعامًا من داخل منزل في كاليفورنيا

GMT 07:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

طريقة سهلة لتحضير كعكة الجبن الخفيفة

GMT 13:04 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

يسرا تؤكد أنها ستقاضي "نيويورك تايمز" بعد تقريرها عن القدس

GMT 02:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ملكة جمال العراق فيان السليماني تفوز في دعوتها القضائية

GMT 11:03 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

صلاة الجمعة ممنوعة في اليابان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon