توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جاء يطلب من المغرب!

  مصر اليوم -

جاء يطلب من المغرب

بقلم : سليمان جودة

قرأت تقريراً صحفياً وافياً عن الزيارة التى قام بها، قبل ثلاثة أيام، إلى المغرب، مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، وكانت هى الزيارة الأولى له إلى العاصمة المغربية، منذ أن تولى منصبه فى إدارة الرئيس دونالد ترامب. التقرير كتبه بحرفية عالية، الصديق حاتم البطيوى، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط فى الرباط!

ولو أنت قرأت التقرير فسوف تستوقفك أربع ملاحظات أساسية: أما الأولى فهى أن بومبيو طار إلى المغرب قادماً من العاصمة البرتغالية لشبونة، حيث التقى هناك رئيس الوزراء الإسرائيلى.. والثانية أنه جاء يطلب تطبيعاً مغربياً مع إسرائيل على الصورة التى كان الأمر عليها فى ١٩٩٤، عندما تبادل البلدان افتتاح مكتبين للاتصال فى العاصمتين.. والثالثة أن ملك المغرب لم يستقبل الوزير الأمريكى.. والرابعة أن مؤتمراً صحفياً مشتركاً بينه وبين ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربى، قد تأجل فى اللحظة الأخيرة ولم ينعقد!

والملاحظة الأخيرة تشير إلى حصيلة الزيارة، خصوصاً على مستوى الجانب الأمريكى، الذى لايزال يفعل ما يجعل قول ونستون تشرشل فى أمريكا قولاً فى محله.. كان تشرشل، السياسى البريطانى الأشهر، يقول إن واشنطن تجرب كل الطرق الخاطئة قبل أن تصل إلى الطريق الصحيح!

والطريق الخطأ فى حالتنا هذه هو أن الولايات المتحدة جاءت تطلب تطبيعاً فى الوقت الخطأ تماماً.. فقبل أسبوعين أو ثلاثة كانت إدارة ترامب قد اعترفت بشرعية المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وكان الاعتراف قد صدر عن وزارة بومبيو نفسها!

ومن قبل كانت قد اعترفت بضم الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل.. وكانت قد اعترفت بالقدس عاصمة للدولة الإسرائيلية، على خلاف كل القرارات الدولية ذات الصلة بالموضوع.. وكانت قد نقلت سفارتها فى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.. وكانت قد دعت دول العالم إلى اتخاذ الخطوة نفسها، فلم تستجب لها سوى دولة أو دولتين.. وكانت قد أغلقت مكتب منظمة التحرير الفلسطينية فى العاصمة الأمريكية.. وكانت قد أوقفت مساهمتها فى وكالة الأونروا المختصة بغوث اللاجئين الفلسطينيين!

وكانت.. وكانت.. إلى آخر ما لا تتسع له هذه السطور.. ثم جاءت تطلب التطبيع.. وممن؟!.. من الدولة التى عاشت تاريخها ترأس لجنة القدس! جاءت تطلب التطبيع رغم هذه القائمة الطويلة من الإجراءات غير العادلة، التى تضع بطبيعتها حاجزاً كبيراً بين كل مواطن عربى، وبين أى حديث عن تطبيع لن يكون له وجود، ولو طبعت الحكومات العربية كلها.. فالمواطن العربى هو الذى سيفعل، لا الحكومات، وهو لن يفعل ما لم يتطلع أمامه، ليرى دولة فلسطينية لها عَلَم يرفرف على أرضها، وتتمتع بسيادتها جنباً إلى جنب مع إسرائيل.. وما عدا ذلك استهلاك للوقت فيما لا يجدى ولا يفيد فى شىء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جاء يطلب من المغرب جاء يطلب من المغرب



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية

GMT 01:29 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

"واشنطن" تدعو "فيسبوك" و"تويتر" لتعليق حسابات قادة إيران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon