توقيت القاهرة المحلي 07:06:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ربما تكتشفه عُمان!

  مصر اليوم -

ربما تكتشفه عُمان

بقلم : سليمان جودة

في اللحظة التي غاب فيها السلطان قابوس في العاشر من يناير، بعد أن قضى خمسين عامًا في الحكم، تخوف كثيرون في المنطقة من أن يؤدى غيابه إلى غياب منهج في الحكم عاش هو عليه، أو يؤدى رحيله إلى تراجع سياسة قضى الرجل عقودًا خمسة من الزمان يسعى للتأسيس لها في منطقتنا!.

ولايزال الوقت مبكرًا بالطبع للحكم على ما إذا كان السلطان الجديد هيثم بن طارق آل سعيد سوف يمضى على المنهج ذاته، وعلى السياسة نفسها، أم أنه سوف يضع على السياسة وعلى المنهج لمساته التي تعبر عن أفكاره، وعن قناعاته، وعن رؤاه.. وهذا طبيعى!.

ولن يبدل من هذا التغيير المحتمل في شىء أن يكون السلطان الجديد من اختيار قابوس نفسه.. فرغم أن هذه حقيقة، ورغم أن هيثم بن طارق من الأسرة الحاكمة نفسها.. أسرة آل سعيد.. إلا أن هذا لا ينفى أن قابوس شىء، والسلطان الجديد شىء، وأنه من الطبيعى أن يكون الحاكم الجديد مختلفًا، حتى ولو كان قد قال في أول كلمة ألقاها بعد أن تولى المسؤولية إنه سوف يسير على نهج السلطان الراحل!.

ولكن اللقاءات الأربعة التي انعقدت الشهر الماضى بين يوسف بن علوى، وزير الخارجية العمانى، ومحمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانى، تشير كلها من حيث المبدأ إلى أن السياسة التي عاش قابوس يؤسس لها لاتزال تشق طريقها إلى غايتها!.

ذلك أن أربعة لقاءات بين الوزيرين في فترة زمنية تكاد تكون أقل من الشهر الواحد، تقول إن دور الوساطة الذي كان يروق للسلطان الراحل، إنما يروق أيضًا للسلطان الجديد، وليس مهمًا بعد ذلك أن تكون الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، أو بين إيران ودول الخليج، وفى القلب منها السعودية!.

ومن التفاصيل المتاحة عن هذه الزيارات الأربع يمكن التخمين بأن الوساطة كانت من النوع الأول، وأنها لم تكن من أجل بحث التعاون الثنائى في مضيق هرمز، على نحو ما ذكرت وكالة إرنا الإيرانية!.

فلايزال دم قاسم سليمانى ساخنًا لدى بلاده، ولاتزال طهران تقول إنها سوف تنتقم له من الأمريكيين الذين قتلوه في الثالث من الشهر الماضى، ولاتزال حكومة المرشد على خامنئى في العاصمة الإيرانية تقول في المقابل إن انتقامها لسليمانى لا يمنع استعدادها للجلوس مع إدارة ترامب على مائدة للتفاوض!.

ولن يجد الطرفان أفضل من السلطنة في المنطقة لنقل الرسائل المتبادلة بأمانة، وموضوعية، ورغبة صادقة في الوصول إلى حل يجنب المنطقة المزيد من الضحايا!.

ولكن المشكلة أن هذه الصفات الثلاث.. الأمانة والموضوعية والرغبة الصادقة.. التي تتوافر في الوسيط العمانى.. قد لا تكون متوافرة في الطرفين الأمريكى والإيرانى بالدرجة نفسها، ولا حتى بأى درجة!.. وهذا ما سوف تكتشفه السلطنة ربما في كل مرة تسعى فيها للوساطة بينهما!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربما تكتشفه عُمان ربما تكتشفه عُمان



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon