توقيت القاهرة المحلي 02:29:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الهروب بمليون جنيه!

  مصر اليوم -

الهروب بمليون جنيه

بقلم : سليمان جودة

كان كثيرون إلى قبل انتشار كورونا بساعة، يتبرمون من إجراءات السفر فى المطارات، وكانوا يجدون إرهاقاً فى خلع الجاكيت والحزام والساعة والحذاء، للمرور من جهاز كشف الممنوعات، ولم يكونوا يتصورون أن يأتى عليهم يوم يشدهم فيه الحنين إلى ذلك كله، ويستعجلون من أماكنهم عودته، بينما لسان حالهم يقول: اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم!

ولابد أن كل واحد منهم يجلس فى بيته مضطراً الآن، ثم يتأمل الطير فى الخارج تقفز من غصن إلى آخر، وتطير فى السماء وتعلو فى الفضاء، ثم لا يعنيها شىء مما يعنينا ولا تلتفت إليه، ويتمنى حبيس الكورونا لو كان فى مكان ذلك الطائر الذى لا يمنع حركته شىء!

وكنا نسمع عن الحريات الأربع بين القاهرة والخرطوم فى وقت من الأوقات، ثم نستعرضها واحدة وراء أخرى، وندعو إلى العمل بها والحرص عليها طريقاً إلى التقريب أكثر بين البلدين، ولم نكن نتوقف كثيراً أمام حرية التنقل التى كانت واحدة من بين الأربع.. لم تكن هذه الحرية فى التنقل بالذات تستوقفنا، على اعتبار أنها من المسلمات البديهيات، فلما جاء كورونا أثبت لنا بالدليل العملى أنها ليست بديهية كما عشنا نتصور، وأنها ليست من بين المسلمات كما كنا نتخيل!

وكنا نقرأ عن العقاد الذى لم يسافر فى حياته كلها سوى مرات أقل من عدد أصابع اليد الواحدة، منها مرة إلى السودان عندما كان القائد الألمانى روميل على مشارف العلمين فى الحرب العالمية الثانية.. فالعقاد كان قد كتب ضد هتلر، وكان يخشى انتقام الألمان إذا دخلوا القاهرة، ولم يجد أقرب من السودان يذهب إليه، فلما انهزم روميل عاد مطمئناً دون خوف!

وكنا نرى نجيب محفوظ يعيش بين القاهرة والإسكندرية، ولا ننتبه إلى أنه لم يسافر فى حياته سوى مرتين إحداهما الى اليمن، ولم يكن غريباً أنه لما فاز بجائزة نوبل لم يتحمس للذهاب لتسلمها، وأرسل ابنته إلى السويد تتسلم أعلى جوائز العالم نيابة عنه، ولم تفلح الجائزة بجلالة قدرها فى تغيير شىء من عادته التى لازمته فعاش ومات عليها!

وحين فكر فى تغيير عادته كان ذلك على سبيل النكتة.. فلقد تعاقد على نشر أعماله وتقاضى مليون جنيه، فلما سألوه عما كان يراوده فى اللحظة التى حصل فيها على هذا المبلغ للمرة الأولى قال: فكرت فى الهرب به إلى الخارج!.. وكان قد شاع وقتها هروب كثيرين ممن حصلوا على قروض من البنوك بالملايين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهروب بمليون جنيه الهروب بمليون جنيه



GMT 09:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

GMT 09:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

بورصة التغيير!

GMT 09:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فنى ثم فنى ثم بيتى!!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

القبطى الوحيد

GMT 09:35 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

صناعة البديل

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

GMT 22:11 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل الرواني باحترافية

GMT 19:43 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس الإيطالي يقترب من أولى صفقاته الشتوية

GMT 08:56 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أوزيل يقترب من الانضمام لـ دي سي يونايتد الأمريكي

GMT 15:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حقيقة ظهور حالات إنفلونزا الطيور في محافظات مصر

GMT 06:57 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تشير الأوضاع الفلكية الى انشغالات عديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon