توقيت القاهرة المحلي 01:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فهم جبالي للرقابة!

  مصر اليوم -

فهم جبالي للرقابة

بقلم : سليمان جودة

الكلمة القصيرة التى ألقاها الدكتور حنفى جبالى بعد انتخابه رئيسًا لمجلس النواب تقول إن الرجل يملك فهمًا خاصًا للرقابة البرلمانية على أعمال الحكومة، التى لا يكون البرلمان برلمانًا إلا إذا مارسها تجاه الحكومة القائمة على النحو الصحيح!

ففى كلمته لفت رئيس المجلس انتباه الأعضاء منذ البداية إلى أن مهمتهم فى الرقابة البرلمانية لا تقل عن مسؤوليتهم فى تشريع القوانين، وأن عليهم أن يمارسوا المهمة والمسؤولية معًا، وأن يؤدوا فيهما بأمانة فلا يقصروا هنا أو يسرفوا هناك!

أما فهمه للرقابة البرلمانية فهو أنها الرقابة التى لا تهول من الشأن الذى تراقبه ولا تهون منه فى ذات الوقت، وهى الرقابة التى لا تتربص ولا تتصيد الأخطاء، وهى الرقابة التى يكون هدفها التعاون لا قطع الجسور بين السلطتين: التشريعية من جهة، ثم التنفيذية من الجهة الأخرى!

وهذا فهم أعتقد أنه عاقل وموضوعى.. ولأنه كذلك.. فإن النواب فى المجلس إذا وضعوه أمام أعينهم فسوف يؤدى بهم إلى ممارسة نوع من المساءلة البرلمانية الجادة داخل مجلس النواب، وسوف يعوض النقص الواضح الذى أحس به الناس فى هذه النقطة بالذات أثناء عمل المجلس السابق!

إن الرقابة البرلمانية لها أدواتها التى لا تتم إلا بها، وهذه الأدوات تبدأ من السؤال البرلمانى الذى هو أخف الأدوات وأقلها قوة، ثم تمر بطلب الإحاطة الذى يرتقى درجة أعلى فى المساءلة، ثم تصل إلى الاستجواب الذى يمثل الذروة فى أى مساءلة برلمانية.. وكثيرًا ما أطاحت الاستجوابات بوزراء وحكومات!

وبالطبع.. فهذه الأدوات لا يجرى استخدامها فى ممارسة الرقابة البرلمانية كهدف فى حد ذاتها، وإنما كوسيلة من وسائل المحاسبة للحكومة على كل ما تفعله.. وإذا ما تحولت أدوات هذه الرقابة من وسيلة إلى هدف، فإنها تخلق نوعًا من المكايدة السياسية بين البرلمان والحكومة، التى تجد نفسها مدعوة كل فترة إلى الاستقالة، أو إلى إبعاد عضو أو أكثر من بين أعضائها!

وهذا ما حدث كثيرًا فى الكويت خلال السنوات الأخيرة ولايزال يحدث، وليس أدل على ذلك من أن حكومة الشيخ صباح الخالد التى تشكلت قبل شهر تقريبًا، وجدت نفسها مضطرة إلى الاستقالة أمس الأول!.. وكان السبب هو حصار البرلمان لها منذ اللحظة الأولى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فهم جبالي للرقابة فهم جبالي للرقابة



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon