توقيت القاهرة المحلي 19:28:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يعقوب يكتب مذكراته

  مصر اليوم -

يعقوب يكتب مذكراته

بقلم: سليمان جودة

عندما فكر الدكتور مجدى يعقوب فى توسيع مركز القلب الذى أنشأه فى أسوان، اختار قطعة أرض على الشاطئ الغربى للنيل، وكان سبب اختياره لها أن موقعها يجعل كل مريض يرى النهر الخالد.. والمعنى أنك أمام إنسان أكثر منه طبيبا، وأنك أمام رجل يقدم الحس الإنسانى على الطب فى عمله، ويؤمن بأن الطبيب إذا خلا من البُعد الإنسانى فى تعامله مع مرضاه فلا صلة تربطه بالمهنة.
ولكن ارتفاع تكلفة إنشاء الفرع الجديد هناك، أدى إلى نقل مكانه إلى مدينة السادس من أكتوبر.. وقد تمنيت لو أن الحكومة شجعت الرجل على أن يقام الفرع فى الجنوب لا هنا فى زحام القاهرة.. فلا نزال فى أشد الحاجة إلى أن نكافئ كل مَنْ يفكر فى العمل خارج العاصمة وأن نشجعه، لا أن نحذره أو نبعده كما حدث مع الدكتور يعقوب.

عندما نشأ فى مدينة بلبيس فى محافظة الشرقية، أظهر رغبته منذ الصغر فى أن يكون جرّاح قلب، وكان السبب أن قريبة له ماتت بالقلب ولم يستطع أحد إنقاذها، فقرر هو أن يدرس ما يجعله ينقذ كل الذين يمكن أن يواجهوا مثل مرضها فى المستقبل.. والغريب أن والده كان يعارض رغبته فى أن يكون جرّاحا للقلب، ولم يكن يدرى أن ابنه سوف يغير وجه جراحة القلب فى العالم.

وعندما تخرج فى طب قصر العينى كانت دفعته ٦٠ طالب، وكان التفوق متاحًا أمام كل واحد فيهم، ولكن الدولة أطلقت المجانية بلا رابط ولا ضابط، فقضت على معايير التميز، وكان هذا من بين الأسباب التى دفعته الى الهجرة لبريطانيا.

حصل مجدى يعقوب على «وشاح النيل» من مصر، وحصل على لقب «سير» من الملكة إليزابيث، وحصل على لقب «ملك القلوب» من الأميرة ديانا.. فكأنه حاز أعلى ألقاب الدنيا.. ولكن اللقب الأهم فى حياته أنه «سند الفقير» فى مركز القلب الذى يعالج مرضاه فى أسوان دون رسوم.

هذا قليل من كثير سوف تعرفه عن الرجل إذا طالعت مذكراته التى صدرت عن الدار المصرية اللبنانية، وسوف تجد فيها أنك أمام رجل لايزال يعمل وهو فى التاسعة والثمانين، وأنه لا يجد بهجته إلا فى التخفيف من آلام أى مريض يقصده.

وهو لا ينظر إلى جنسية المريض ولا إلى دينه أو لونه، ولذلك أنشأ مركزا للقلب فى العاصمة الرواندية كيجالى، وجعل تصميم المبنى على غرار مركز أسوان.. فكأنه دون قصد يريد المركز مثل اسمه: ماركة مسجلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يعقوب يكتب مذكراته يعقوب يكتب مذكراته



GMT 13:25 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

الروح المتمردة

GMT 13:23 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

صلاح «ملك الحلاقة»!

GMT 08:14 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

الرحلةُ المقدسة.. عيدًا مصريًّا

GMT 08:12 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نجوى فؤاد وحديث الشيخ الشعراوى!!

GMT 08:09 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

العكس هو الصحيح

GMT 08:07 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

ليست «أوبر» وحدها

GMT 08:05 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نظريات ومراهم للتسلخات!

GMT 02:20 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

أول من استعاد الأرض

الأميرة رجوة تتألق بفستان أحمر في أول صورة رسمية لحملها

عمان ـ مصر اليوم

GMT 14:31 2024 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن
  مصر اليوم - عبدالعزيز مخيون يكشف عن مكسبه الحقيقي من الفن

GMT 13:05 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع
  مصر اليوم - تحذيرات من ربط الحساب البنكي بتطبيقات الدفع

GMT 02:46 2022 الجمعة ,17 حزيران / يونيو

أفضل المطاعم اللبنانية للعائلات في أبوظبي

GMT 10:54 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تجربتي في نزل فينان البيئي

GMT 08:11 2016 الجمعة ,16 أيلول / سبتمبر

ابتكر فكرة وغير حياتك

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:34 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

عاطل يقتل ربة منزل لسرقة قرطها الذهبي في أسوان

GMT 09:19 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار ماريسا ويب تطرح تصاميم جديدة لشتاء 2018

GMT 05:58 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

دجاج بالثوم والليمون

GMT 12:32 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

شركة "كيا" تعدّل سيارة السيدان "Optima" الشهيرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon