توقيت القاهرة المحلي 06:13:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اعتراف عن اعتراف

  مصر اليوم -

اعتراف عن اعتراف

بقلم: سليمان جودة

أظن أن عبارة واحدة قالها بيدرو سانشيز، رئيس وزراء إسبانيا، هى التى أثارت جنون إسرائيل من قرار اعتراف بلاده بدولة فلسطين.. قال سانشيز إن حكومته سوف تعترف بفلسطين بدءًا من ٢٨ مايو، وإن ذلك يأتى على سبيل «الانتقال من الكلام إلى الفعل».
فالدولة العبرية لا يعنيها أن يظل العالم كله يتكلم عن فلسطين، ولكن يعنيها أن تبادر دولة واحدة فى هذا العالم إلى ترجمة كلامها إلى شىء عملى، وهذا بالضبط هو ما أقدم عليه الإسبان، وهذا ما أعلنه رئيس حكومتهم فى مدريد وهو يطلق العبارة التى بين الأقواس.

ومن سوء حظ تل أبيب، وبسبب سوء نواياها، فإن الاعتراف بفلسطين لم يكن من دولة واحدة، ولكن النرويج أعلنت الشىء نفسه، ثم انضمت أيرلندا إلى الطابور.

أما لماذا سوء الحظ وسوء النوايا فلأكثر من سبب، أولها أن الاعتراف جاء من ثلاث دول لا من دولة واحدة، وثانيها أن الدول الثلاث أوروبية، وثالثها أن النرويج كانت هى التى استضافت مفاوضات أوسلو الشهيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. فإذا جمعنا الأسباب الثلاثة معًا، تبين لنا لماذا فقدت إسرائيل صوابها حين سمعت بالنبأ للمرة الأولى.

ثم يجب ألا ننسى أن هذا الاعتراف الثلاثى قد جاء بعد أن جرجرت جنوب إفريقيا إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، وبعد أن أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها سوف تجرجر بدورها بنيامين نتنياهو بأمر اعتقال منها.

هذه الخلفية لا بد أن تكون حاضرة أمامنا ونحن نتابع ردود الفعل الإسرائيلية المجنونة على اعتراف الدول الثلاث، ثم ونحن نتابع أيضًا ردود فعل الكفيل الأمريكى الذى خرج علينا ببدعة تقول إن الاعتراف يجب ألا يكون من طرف واحد.. أى أنه على الدول الثلاث وغيرها أن تنتظر حتى تشاركها إسرائيل هذا الاعتراف!.

وحين أقول الدول الثلاث وغيرها، فأنا أقصد أن اعترافها هى الثلاث ليس الاعتراف الأول من نوعه، فمن قبل اعترفت ١٤٤ دولة بفلسطين، وبانضمام الدول الثلاث صار العدد ١٤٧ من أصل ١٩٣ دولة هى مجمل دول العالم، وقد بدأ طريق الاعتراف منذ أن أعلن ياسر عرفات قيام الدولة الفلسطينية أثناء وجوده فى الجزائر ١٩٨٨. ولكن اعتراف الدول الثلاث يظل فريدًا من نوعه بسبب الأجواء التى جاء فيها.. فالاعتراف هو الاعتراف.. ولكن حضور مأساة غزة فى كل بيت حول العالم يجعل اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا يكسب.. فاعتراف عن اعتراف يختلف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتراف عن اعتراف اعتراف عن اعتراف



GMT 03:58 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

العدوُّ الأول

GMT 03:56 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

حديث استقرار على ضفاف النيل

GMT 03:54 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أدبُ الحجّ وحولَ الحجّ

GMT 03:52 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

السعودية... خدمة الحجاج مجد خالد تالد

GMT 03:48 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

«أولاد رزق... القاضية»... عندما تتحدث الأرقام

GMT 03:44 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

تحالف فرنسى جديد

GMT 03:42 2024 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أخبرنى أحدُ العارفين: طفلُكِ اختاركِ!

GMT 23:39 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

عندما تضعها إلى جوار بعضها

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 21:14 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

الفنانة مي فخري تعلن ارتدائها الحجاب بشكل رسمي

GMT 09:50 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

معلومات مهمة عن عداد الكهرباء مسبوق الدفع

GMT 09:34 2020 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

"دويتشه بنك" يتوقع حلول "عصر الفوضى"

GMT 14:16 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 13:50 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

إصابة نجل جوليا بطرس بفيروس كورونا في لندن

GMT 08:12 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعود من دبي من أجل "البرنس"

GMT 21:16 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أول تعليق لـ"منى فاروق" على شائعة انتحارها

GMT 05:24 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

600 مليون دولار حجم الاستثمارات الأردنية في مصر

GMT 02:05 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أب يذبح ابنته الصغرى لضبطها في أحضان عشيقها داخل غرفتها

GMT 21:35 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

السيطرة علي حريق بقرية الشنطور فى بني سويف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon