توقيت القاهرة المحلي 06:52:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مذيع آلي في دبي!

  مصر اليوم -

مذيع آلي في دبي

بقلم-سليمان جودة

فى 6 يناير من هذا العام، ظهرت المذيعة الصينية جيانج ليلاى فى برنامج منوعات تليفزيونى يراه ويتابعه الصينيون، وكان إلى جوارها مذيع يشاركها تقديم البرنامج.. ولكن.. ما أبعد الفرق بينه وبينها.. فلقد كان المذيع من لحم ودم مثل أى مذيع على أى شاشة فى العالم.. أما «ليلاى» فكانت «روبوت» يعمل بالذكاء الاصطناعى.. وكانت إنسانًا آليًا يعمل فى هذه الوظيفة للمرة الأولى فى الصين وفى غير الصين.. وكانت مبرمَجة على التواصل مع المشاهدين، وعلى الابتسام، وعلى التفاعل.. أما المعلومات المنشورة عنها فتقول إن برنامجها هو الأكثر مشاهدة على قناة تشجيانج، وإنها حققت حتى الآن مليار مشاهدة على القناة!.

وفى أول أيام منتدى دبى للإعلام العربى، الأربعاء الماضى، ظهرت الفكرة عربيًا للمرة الأولى أيضًا، وفوجئ الحضور الذين انتظروا المذيع مصطفى الأغا فى إحدى جلسات المنتدى، بروبوت يظهر على المنصة بدلًا منه، ويتحدث معهم بصوته.. صوت الأغا، مدير البرامج الرياضية فى قنوات إم بى سى، الذى غاب بجسده عن المنصة، بينما حضر صوته من خلال الروبوت!.

ومن قبل كنا قد قرأنا عن أن الإنسان الآلى يحل محل الإنسان الطبيعى فى مجالات عمل كثيرة، وحالياً هناك فنادق فى العالم تُدار بالكامل عن طريق الروبوت.. فهو الذى يستقبل عملاء الفندق، وهو الذى يتولى إجراءات تسليم الغرفة لكل عميل، وهو الذى يتابع مع العملاء من لحظة وصولهم حتى مغادرة الفندق!.

ولكنها فى دبى تظل المرة الأولى عربيًا، بعد أن كانت الأولى عالميًا فى الصين، وإذا كان المذيع الأغا قد قال، عبر الروبوت الخاص به على منصة المنتدى، إن ميزة الإنسان الآلى أنه لا يغضب، ولا يتعب، ولا يتقدم فى العمر، ولا يحتاج إلى أزياء ولا إلى مستلزمات من نوع ما يحتاج إليه المذيع الإنسان، فهذا معناه أن هذا المذيع الروبوت مجرد شكل لا يحتوى على مضمون!.

فالمضمون الذى يخرج ليتحدث به فى الحالتين.. حالة المذيعة «ليلاى» وحالة روبوت الأغا.. مضمون مبرمَج فى النهاية.. هو مضمون جاء به إنسان طبيعى ووضعه فى ذاكرة هذا المذيع المصنوع، وهذه الذاكرة تبقى مستطيعة بغيرها، لا بذاتها، فإذا لم تستقبل محتواها من إنسان طبيعى يقف وراءها ويمدها بما سوف تقوله، فإنها تتوقف عن البث على الفور!.

فما المعنى؟!.. المعنى أن الإعلام فى النهاية محتوى، سواء كان الذى يقدمه مذيعًا حيًا، أو كان مذيعًا آليًا من الرقائق والدوائر وأسلاك الكهرباء وشبكات النت.. إنه المحتوى الذى يخاطب عقول الناس، ويجعل «ليلاى» تحصل على هذا العدد المليارى من المشاهدات!.. ماذا يقدم إعلامنا للمتلقى؟!.. هذا سؤال يجب أن يؤرقنا على الدوام!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع       

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مذيع آلي في دبي مذيع آلي في دبي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon