توقيت القاهرة المحلي 12:08:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بند الحكومة الأهم!

  مصر اليوم -

بند الحكومة الأهم

بقلم - سليمان جودة

أعرف زميلًا صحفيًّا كان يحمل معه عصا طويلة في سيارته، وكان الهدف أن يتعامل بها في الشوارع والميادين مع الذين لا يعرفون الانضباط في قيادة السيارات!.

ولا أعرف كم مرة كان زميلنا يجد نفسه مضطرًّا فيها لاستخدام عصاه في التعامل مع هذه الفوضى على كل طريق في أنحاء البلد!.. ولا بد أن ملامح هذه الفوضى سوف تجدها مكتوبة بالدم على الصفحات الأولى من الجرائد، ثم على صفحات الحوادث في كل صحيفة!.

ولم أسمع إلى اليوم خبيرًا في المرور يفسر لنا ما نتابعه في أسى صباح كل يوم، ولا سمعنا خبيرًا من خبراء الطرق يشرح ثم يقدم الحل الذي ينقذ أرواح الناس من هذا الحصد اليومى.. فقبل ساعات كان ثمانية أطفال يفقدون حياتهم غرقًا في ترعة في البحيرة.. وقبل أيام كان خمسة طلاب يموتون صرعى على الطريق الساحلى الدولى.. وقبلهم كان الأطباء الأشقاء الثلاثة في دمياط يغادرون الدنيا معًا في طريق العودة من الجامعة في شمال سيناء.. ومعهم في اليوم نفسه مات شقيقان شابان!.

هذه مجرد عينة وليست إحصاءً لما جرى على الطرق في أسبوع واحد، وإذا كانت العينة تتحدث عن ١٨ مواطنًا في أيام معدودة على أصابع اليدين، فالإحصاء الدقيق للمواطنين الذين سقطوا في الأيام ذاتها سيضرب هذا الرقم في اثنين على الأقل!.

ولا تعرف مما تتابعه ما إذا كان العيب في السيارات، أم في الطرق، أم في الذين يقودون السيارات؟!.. ولكن ما تعرفه أن أبرياء يموتون بلا ذنب وبلا ثمن، وأن هذا النزيف مستمر بلا توقف على طول السنة، وأن ما يحدث لا مثيل له في دول كثيرة حولنا!.

أقول ذلك لأنى كلما وجدت نفسى في أي دولة عربية، فإن هذا الموضوع في المقدمة من الموضوعات التي أراقبها وأتابعها.. وفى كل مرة يتبين لى أن مثل هذه الفوضى في السير لا محل لها هناك، وإذا كان لها محل ففى حدود ضيقة للغاية.. وفى كل مرة أيضًا كنت أسأل العالمين من أهل هذه العاصمة العربية أو تلك، وكانت الإجابة في كل المرات أن الموضوع جد لا هزار فيه، وأن أي مخالفة على أي طريق لها واحدة من عقوبتين لا ثالث لهما: إما غرامة موجعة لا ينساها المخالف، وإما سحب رخصة القيادة نهائيًّا على الفور!.

أرواح الناس ليست رخيصة إلى هذا الحد الذي تقول به هذه الفواجع اليومية على الطرق، وإذا لم تكن هذه القضية بندًا أساسيًّا في اجتماع الحكومة الأسبوعى فما البند الأهم بالضبط؟!.. فليس هناك ما هو أهم من حياة الإنسان!.. أو هكذا نفهم ونفترض!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بند الحكومة الأهم بند الحكومة الأهم



GMT 20:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 20:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 20:49 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 20:45 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 08:11 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
  مصر اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
  مصر اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 17:18 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
  مصر اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 11:45 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

ناسا تحدد “الموقع المثالي” للهبوط البشري على المريخ
  مصر اليوم - ناسا تحدد “الموقع المثالي” للهبوط البشري على المريخ

GMT 09:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:55 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 08:41 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 09:56 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 05 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 03:47 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

المقاولون العرب يفوز على المقاصة بهدفين نظيفين

GMT 02:11 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

باسم مرسي يتسبب في اصابة سعد سمير

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

اجتماع امني بين مصر واسرائيل حول معبر رفح ومحور فيلادلفيا

GMT 08:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

وصفات طبيعية للعناية بالشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt